ورفع هوفمان سماعة التليفون واستدعى موظفا عنده، فحين جاء قال له: اكتب معه عقد توكيل بالشروط التي يريدها.
وقال عبد الشكور: هذا ما أنتظره منك. - أعلم أن هذا ما تنتظره مني. - هل أجعل التوكيل في مصر وحدها أم في البلاد العربية كلها. ونظر إليه هوفمان نظرة طويلة وصاح: إنك لم تتغير. - كيف؟ - تريد أن تحصل على كل شيء دفعة واحدة. - ما دام ذلك ممكنا. - اجعل العقد في مصر مبدئيا، وأعدك ألا أعطي توكيلا لبلد عربي قبل أن أعرضه عليك. - هذا يكفي.
وصمت قليلا ثم قال: مؤقتا.
وقال هوفمان مبتسما: لم أسارع بالرد على قولك منتظرا بقية الجملة. - أنت في غاية الذكاء. - ليس هذا من ذكاء، وإنما عن معرفة بك. - وشيء آخر. - أريد العقد باسم ابني راشد عبد الشكور. - أنت تقول إنه صغير. - ولكنه سيكبر، وأريد أن أغرسه بين رجال الأعمال منذ بداية حياته. - ومن سيكون المسئول. - أتتصور أن يكون شخصا آخر غيري. - المفروض ألا أقبل هذا الطلب، ولكن لأنه منك أنت، ولأنني لا أريد أن أرفض لك أي مطلب مهما يكن شاقا، فإني أقبل.
ونظر إلى الموظف الذي جلس معهما ينتظر ما ينتهيان إليه وقال له: اكتب العقد بالاسم الذي يريده وبالنسبة التي يقدرها وبطريقة الدفع التي يقررها، اعتبر أنه مكاني تماما ونفذ له كل ما يريد. •••
وتم عقد التوكيل كما شاء عبد الشكور تماما.
أما مارك فلم يجد عنده ما يستطيع أن يستورده إلى مصر، وقال مارك: إنكم في مصر تجيدون صناعة الأثاث. - هذا صحيح. - والأثرياء يحبون الأثاث الفرنسي القديم وإن دفعوا فيه أسعارا خيالية. - وهذا أيضا صحيح. - ولكني أنوي صناعة أدوات منزلية. - كهربية؟ - أتتصور أن أنافس هوفمان؟ - إذن؟ - أدوات منزلية غير كهربية، وحين أصنعها سأطلبك لتأتي. - أنا تحت أمرك. - وتأكد أنك ستكسب منها مثلما تكسب من تليفزيونات هوفمان. - أنا واثق. •••
وعاد عبد الشكور إلى مصر ظافرا منتصرا، وازداد استغناء عن حب زوجته، وإن كان الأمل ظل يداعبه في استمالة راشد إليه.
ربما حين يكبر ويرى ما أعددته له من مال ومشروعات تجارية يتعلق بي تعلقه بأمه، أو أي تعلق والسلام، ربما، من يدري؟!
الفصل السابع عشر
Halaman tidak diketahui