Sastera Bahasa Arab
أدبيات اللغة العربية
Genre-genre
جمع حكمة، وهي الكلام المعقول الموافق للحق المصون عن الحشو. والعرب من أكثر الأمم إيرادا للحكمة في عبارات حسنة الأسلوب متينة التركيب، كلها من جوامع الكلم، صادرة عن خبرة ودراية وصفاء نفس.
الخطب والوصايا:
الخطب جمع خطبة، والوصايا جمع وصية، وكل من الخطبة والوصية يراد به جملة من القول يقصد فيها إلى الترغيب فيما ينفع الناس من أمور معاشهم ومعادهم والتنفير مما يضرهم، وقد تشتمل على الفخر والمدح ونحو ذلك.
والفرق بين الخطب والوصايا أن الخطب تكون في المشاهد والمجامع والأيام والمواسم والتفاخر والتشاجر ولدى الكبراء والأمراء، ومن الوفود في أمر مهم وخطب ملم. وأما الوصايا فإنها تكون لقوم مخصوصين في زمن مخصوص على شيء مخصوص، وكثيرا ما كانت تصدر من شخص لعشيرته أو سيد لقبيلته عند حلول مرض أو محاولة نقلة أو ما شابه ذلك.
وسيرد عليك في هذا الكتاب أمثلة لكل ما تقدم تفصل لك مجمله وتوضح لك مبهمه.
السبب الذي دعا العرب إلى الخطابة وما يتعلق بذلك:
1
لا يخفى ما كانت عليه العرب أيام جاهليتهم من الأنفة والتفاخر بالأحساب والأنساب والمحافظة على شرفهم وعلو مجدهم وسؤددهم، حتى حدث ما حدث بينهم من الوقائع العظيمة، ولا شك أن كل قوم يتفق لهم مثل ذلك هم أحوج الناس إلى ما يستنهض هممهم، ويوقظ أعينهم، ويقيم قاعدهم، ويشجع جبانهم، ويشد جنانهم، ويثير أشجانهم، ويستوقد نيرانهم؛ صيانة لعزهم أن يستهان، ولشوكتهم أن تستلان، وتشفيا بأخذ الثار، وتحرزا من عار الغلبة وذل الدمار، وكل ذلك من مقاصد الخطب والوصايا، فكانوا أحوج إليها بعد الشعر لتخليد مآثرهم وتأييد مفاخرهم.
ولقد كان لكل قبيلة من قبائلهم خطيب كما كان لكل قبيلة شاعر على ما ذكره الجاحظ في كتاب «البيان». وقد ألف في خطبهم كتب كثيرة، وذكر الجاحظ في «البيان والتبيين» نبذة صالحة من خطب الجاهلية والإسلام، وكذا ابن عبد ربه في «العقد الفريد».
وكان للعرب اعتناء بالخطيب في جاهليتهم، وللخطباء عناية بخطبهم، فكانوا يتخيرون لها أجزل المعاني وينتخبون لها أحسن الألفاظ؛ تحصيلا لغرضهم، ونيلا لمقصدهم، فإن الألفاظ الرائقة والمعاني الجزلة أوقع في النفوس وأشد تأثيرا في القلوب؛ ولذلك ورد: «إن من البيان لسحرا.»
Halaman tidak diketahui