29

والبيت يعرفه والحل والحرم

توفي سنة 110 هجرية. (19) عبد الحميد الكاتب (توفي سنة 132ه)

هو أبو غالب عبد الحميد بن يحيى الكاتب البليغ المشهور، وبه يضرب المثل في البلاغة حتى قيل: فتحت الرسائل بعبد الحميد وختمت بابن العميد، وكان في الكتابة وفي كل فن من العلم والأدب إماما، وهو من أهل الشام، وكان أولا معلم صبية ينتقل في البلدان، وعنه أخذ المترسلون ولطريقته لزموا ولآثاره اقتفوا، وهو الذي سهل سبيل البلاغة في الترسل، وهو أول من أطال الرسائل واستعمل التحميدات في فصول الكتب فاستعمل الناس ذلك بعده، وكان كاتب مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الأموي آخر ملوك بني أمية المعروف بالجعدي، فقال له يوما وقد أهدى له بعض العمال عبدا أسود فاستقله: اكتب إلى العامل كتابا مختصرا وذمه على ما فعل، فكتب إليه: لو وجدت لونا شرا من السواد وعددا أقل من الواحد لأهديته، والسلام. ومن كلامه أيضا: القلم شجرة ثمرتها الألفاظ، والفكر بحر لؤلؤه الحكمة. وله رسائل بليغة، وكان حاضرا مع مروان في جميع وقائعه عند آخر أمره، وقتل معه سنة 132 بقرية يقال لها بوصير من أعمال الفيوم بمصر. (20) الإمام أبو حنيفة النعمان (80-150ه)

هو ابن ثابت، كان خزازا يبيع الخز. وقال الخطيب في تاريخه إن أبا حنيفة أدرك أربعة من الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - وهم: أنس بن مالك، وعبد الله بن أبي أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدي بالمدينة، وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة، ولم يأخذ عن أحد منهم ولم يلقه كما قرر ذلك أهل النقل. وذكر الخطيب في «تاريخ بغداد» أنه أخذ الفقه عن حماد بن أبي سليمان، وروى عنه عبد الله بن المبارك والقاضي أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم.

وكان - رحمه الله - عالما عاملا زاهدا عابدا ورعا كثير الخشوع دائم التضرع إلى الله تعالى، ونقله أبو جعفر المنصور من الكوفة إلى بغداد على أن يوليه القضاء، فأبى وهو يقول له: اتق الله ولا ترع في أمانتك إلا من يخاف الله، والله ما أنا مأمون الرضا فكيف أكون مأمون الغضب؟ فقال له المنصور: كذبت، أنت تصلح، فقال له: قد حكمت لي على نفسك، كيف يحل لك أن تولي قاضيا على أمانتك وهو كذاب؟! وقيل إنه تولى القضاء أياما قليلة بعد إهانة لحقته بسبب امتناعه ثم توفي عقبها. وكان رضي الله عنه شديد الكرم، حسن المواساة لإخوانه ، ومن أحسن الناس منطقا وأحلاهم نغمة، ولد سنة 80 هجرية، وتوفي سنة 150.

وكانت وفاته ببغداد في السجن ليلي القضاء، وقيل إنه لم يمت في السجن. وتوفي في اليوم الذي ولد فيه الإمام الشافعي - رضي الله عنه. (21) بشار بن برد (توفي سنة 167ه)

هو أبو معاذ بشار بن برد الشاعر المشهور، بصري، قدم بغداد، وأصله من طخارستان من سبي المهلب بن أبي صفرة، وكان أكمه؛ ولد أعمى، وهو في أول مرتبة المحدثين من الشعراء المجيدين، فمن شعره في المشورة قصيدته المشهورة التي مطلعها:

إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن

بحزم نصيح أو نصيحة حازم

ومن شعره أيضا قوله:

Halaman tidak diketahui