يوم فوزه بالحكم قال لأمه في النوم: خابت نبوءتك يا أمي.
وحين أعلن الحرب ودكت قنابله العراق قال لها: أصدرت يا أمي قرارا يعجز عن إصداره أعتى الرجال.
من وراء الزجاج سمع زوجته تقول وهي واضعة الساق فوق الساق: وماذا أخذت يا بيل من كل هذا النجاح السياسي إلا انتصارات جنسية سرية ؟
زم فمه المزموم من قبل وقال: تتكلمين الآن مثل أمي وقد أصبحت شكلها بالتجاعيد. ثم تسكت الزوجة كما كانت تسكت، وقالت بصوت مرتفع لم يسمعه من قبل: وأنت أصبحت شكل أبيك بالتجاعيد والسعي لدى الفتيات لاستعادة الذكورة. دب الصمت ثقيلا طويلا.
ثم عادت الزوجة إلى الحديث:
الاستبداد والعنصرية وقتل الأبرياء والخضوع لشهوة المال والجنس هي بعض التهم الموجهة إليك. قاطعها بعنف:
أنت ترددين ما يقوله أعدائي! - لا يا بيل، أنا زوجتك المخلصة، غفرت لك سقطاتك السياسية والجنسية؛ لأني كنت أحبك، لأني كنت أحبك فعلا. - كنت تحبينني! كنت! يعني أنك لا تحبينني الآن يا هيلاري؟! هذا بالضبط ما يحدث لكل الزوجات حين يمر الزوج بأزمة، منذ طفولتي عرفت أن عش الزوجية وهم كبير يطيره الهواء في أية لحظة.
قهقهت الزوجة حتى اهتز لقهقهتها الكون. - أنا التي حافظت على هذا الوهم من أجل طفلتي وليس من أجلك، لولاي لطار هذا العش لأي نزوة من نزواتك العابرة، ومع ذلك أقسم لك أنني أحبك الآن أكثر مما كنت أحبك وأنت في الحكم. - طبعا؛ لأنك تحبين هزيمتي ولا تحبينني أنا!
لمحت الدمعة من تحت اللمعة في عينه، فأمسكت يده وتطلعت إلى الأفق:
لم يبق لنا في العمر كثيرا يا بيل، فلماذا لا نعيش في سعادة؟! انظر يا حبيبي إلى أشعة الشمس المنعكسة على حمام السباحة، هيا بنا نأخذ غطسا. حرك الرئيس رأسه الساقط ناحية الأفق، وكانت السيارة قد وصلت القصر والشمس أوشكت على المغيب، وهو واقف إلى جوار زوجته في الشرفة، راح يتأمل ألوان السماء المبهرة لحظة الغروب، خرج من صدره زفير عميق طويل من تحت حزام البنطلون المشدود حول بطنه، عيناه تذوبان في ألوان الطيف، منذ طفولته لم يشهد هذه الألوان الساحرة، صمت طويلا يمتص اللحظة بجفونه نصف المغلقة وبفتحات أنفه وشفتيه نصف المفتوحة.
Halaman tidak diketahui