47

Adab Talab

أدب الطلب

Penyiasat

عبد الله يحيى السريحي

Penerbit

دار ابن حزم

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Lokasi Penerbit

لبنان / بيروت

Genre-genre

Sastera
Tasawuf
وأمثالها فَإِنَّهُم إِذا أَرَادوا أَن يتكلموا فِي الحَدِيث جَاءُوا بِمَا يضْحك مِنْهُ سامعه ويعجب لأَنهم يوردون الموضوعات فضلا عَن الضِّعَاف وَلَا يعْرفُونَ ذَلِك وَلَا يَفْطنُون بِهِ وَلَا يفرقون بَينه وَبَين غَيره وَسبب ذَلِك عدم اشتغالهم بفن الحَدِيث كَمَا يَنْبَغِي فَكَانُوا عِنْد التَّكَلُّم فِيهِ عِبْرَة من العبر وَهَكَذَا حَال مثل هذَيْن الرجلَيْن وأشباههم من أهل طبقتهم مَعَ تبحرهم فِي فنون عديدة فَمَا بالك بِمن يتَصَدَّى للْكَلَام فِي فن الحَدِيث ويشتغل بإدخاله فِي مؤلفاته وَهُوَ دون أُولَئِكَ بمراحل لَا تحصر وَهَكَذَا تَجِد كثيرا من أَئِمَّة التَّفْسِير الَّذين لم يكن لَهُم كثير اشْتِغَال بِعلم السّنة كالزمخشري وَالْفَخْر الرَّازِيّ وغالب من جَاءَ بعدهمْ فَإِنَّهُم يوردون فِي تفاسيرهم الموضوعات الَّتِي لَا يشك من لَهُ أدنى اشْتِغَال بِعلم الحَدِيث فِي كَونه موضعا مكذوبا على رَسُول الله ﷺ وَذَلِكَ الْمُفَسّر قد أدخلهُ فِي تَفْسِيره وَاسْتدلَّ بِهِ على مَا يَقْصِدهُ من تَفْسِير كتاب الله سُبْحَانَهُ وَهَكَذَا أَئِمَّة أصُول الْفِقْه فَإِن أَكثر من يشْتَغل من النَّاس فِي هَذَا الزَّمَان بمؤلفاتهم لَا يعْرفُونَ فن الحَدِيث وَلَا يميزون شَيْئا مِنْهُ بل يذكرُونَ فِي مؤلفاتهم الموضوعات ويبنون عَلَيْهَا القناطر وبهذه الْأَسْبَاب تلاعب النَّاس بِهَذَا الْفَنّ الشريف وكذبوا على رَسُول الله ﷺ أقبح كذب فَصَارَ من لَهُ تَمْيِيز يقْضِي من صنيعهم

1 / 75