فتكدر هشام وشق عليه سماع هذه القصيدة ، وقال له : ألا قلت فينا مثلها ، قال : هات جدا كجده وأبا كأبيه ، واما كامه حتى اقول مثلها. فأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة فبلغ الامام خبره فبعه اليه باثنى عشر الف درهم ، فردها الفرزدق وقال : انا مدحته لله تعالى لا للعطاء ، فبعث بها الامام ثانية واقسم عليه في قبولها وقال له : قد رأى الله مكانك ، وعلم نيتك وشكر لك. ونحن اهل البيت إذا أنفذنا شيئا لم نرجع فيه ، فقبلها امتثالا لأمر امامه. وظل يهجو هشاما وهو في الحبس. ومما هجاه به قوله :
أيحبسني بين المدينة والتي
اليها قلوب الناس يهوى منيبها
فبلغ شعره هشاما فاطلقه.
قال شيخ الحرمين أبو عبد الله القرطبي : لو لم يكن لأبي فراس عند
Halaman 264