ثم قالت الأخت الثانية: «يا [أخيتي] ! اجعلي لزوجك رقيبًا عليك من نفسك وملكيه عنان طاعتك! [تأملي] ما أحب فابتغيه ولا تتبعي ما يكره فاجتنبيه! [واستقبلي] بصره بالطهارة ومجانته بالعفاف وتفويضه بالاقتصاد وثمرة قلبه بالمودة! واعلمي أن لا عز للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا عز للشجاع إلا بسلاحه!» .
ثم قالت الأخت الثالثة: «يا أخيتي! إنك أخرجت نفسك إلى رق الزوج بعد ملك النفس. ولا حياة للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا حياة للسمكة إلا بالماء. يا أخيتي! استصغري إحسانك لزوجك فإنما هو منك لنفسك وعظمي إحسانه إليك فإنه أرغب في الزيادة لك! وليكن استعدادك له كأن له عليك حافظًا منه! وعاشريه بالتواضع وتحلي عنده بالصدق وتزيني عنده بالطهارة وتحصني [من] رينته بالعفاف والتسليم واجعلي قصدك في ما بين دنوك وبعدك!» .
فلما فرغن قالت الفتاة: «قلتن بالنصيحة! فلا [عدمتها] منكن ولا عدمتها من نفسي! لكن الطاعة وبالله التوفيق ومنه المعونة!» .
٤٧- وعن محمد بن أبي طلحة المكي أن رسول الله ﷺ
1 / 166