وقال أَيضًا:
وناصى (٤٣) الرجال بها امتحان ... وما فيها لمعتبر بيان
ولكن فعلهم ينبئك عنهم ... به تجب الكرامة والهوان
وما الإنسان إلَّا أصغراه (٤٤) ... سوى صور تصور للبيان
وقال أَيضًا:
لم أزل أبغض كل امرئ ... وجهه أحسن من خبره
فهو كالغصن يرى ناضرًا ... ناعمًا يعجب من زهره
ثم يبدو بعده ثمره ... فيكون السم في ثمره
وقال في النهى عن القبيح:
أذا رأيت من أحد أمرًا فنهيته عنه فلم يحمدك ولم يذمم نفسه على مكانه أو يُحدث حديثًا نعلم أنَّه قد انتفع بمقالتك، فإن ذلك عيب آخر قد بدا لك منه، لعله أقبح من الذي نهيته عنه.
وفي ذلك أقول شعرًا:
ولا نهيت غويًا (٤٥) من غوايته ... إلا استزاد كأنى كنت أغويه
ولا نصحت له إلَّا تبين لى ... منه الجفاء كأنى كنت أغويه
_________
(٤٣) ناصى: ناصٌ غريمه: استقصى عليه وناقشه وناصى فلانًا مناصاة ونصاء: قبض كل منهما بناصية الآخر ويقال فلان يناصى فلانًا: ينازعه ويباريه. الوسيط (٢/ ٩٢٦ - ٩٢٧)
والمقصود هنا والله أعلم: نازع وبارى الرجال بها.
(٤٤) (اصفراه): هكذا بالأصل.
(٤٥) غويًّا: غوى- غيًّا وغواية: أمعن في الضلال. فهو غاوٍ وغوى وغيان. الوسيط (٢/ ٦٦٧).
1 / 28