فهذا كاتب صريح مواجه، فسنجد عندئذ الصراحة والمواجهة في أسلوبه.
وهذا كاتب متأنق مختار، فسنجد التأنق والاختيار في أسلوبه.
وهذا كاتب إنساني حساس، فسنجد الإنسانية وذكاء الإحساس في أسلوبه.
وكل هذا إلى جنب أن أسلوبه شعبي.
ذلك لأن الشخصية، التي تنبع من النفس، ستبقى على الدوام الطابع الذي يميز بين كاتب وآخر، حتى ولو كان كلاهما شعبيا في أسلوبه.
وأخيرا أقول: إن الكاتب الأمثل يمكن أن يكون بعضه فيلسوفا، أو عالما، أو بعضه أديبا، ولكن معظمه يجب أن يكون على الدوام إنسانا، ولذلك يجب أن يكون أسلوبه على الدوام شعبيا. •••
خلاصة القول أن الأسلوب هو ثمرة العقل والقلب، أي الأفكار والعواطف، والعقائد والاتجاهات، التي تنزع بالكاتب من حيث لا يدري إلى اختيار أسلوبه في الكتابة.
ولذلك نستطيع أن نقول إن تشرشل يكتب بأسلوب إمبراطوري، ونستطيع أن نعلل الشبه العظيم بينه وبين ملنر، وكرومر، وجيبون المؤرخ؛ لأنهم كانوا جميعهم، مثله، إمبراطوريين.
أسلوب مليء بالقوة والمتانة وإحكام الجملة ورصانة العبارة، كأن الكاتب محارب يسود الدنيا أو يحاول السيادة عليها.
وهذا بخلاف ما نجد في تولستوي أو دستوفسكي أو رينان، وجميعهم تأثروا بشخصية المسيح، حتى لقد قال دستوفسكي: «لو أن المسيح كان في جانب وكانت الحقيقة في جانب آخر، لآثرت أن أكون في جانب المسيح على أن أكون في جانب الحقيقة.»
Halaman tidak diketahui