وكثرة الخمير فيه يعجله للطبخ لئلا تشد به فينتقص طرحه، وترك الخبز دون تغطية لتشده الريح وإن غطي يلقي كمال العمل والطبخ الحل، وتركه صفا واحدا دليلا على لين عجينه وذلك كله دلس وغش يغير طعم الخبز ولونه، وربع سميد يصدق إطربه يابسة طيبة ستة وعشرون رطلا.
وشأن المحتسب مع هؤلاء الأصناف الموالاة في البحث والتفقد في غير وقت معلوم ويمسك عنده غربالا قد اتفق عليه عند الوقوف على التعبير وعملة القيمة يماثل غرابيل الدقيق يختبر عليهم مخافة أن يتركوا المتفق عليه ويعمل بغيره ويدعي الفاعل العمل بما اتفق عليه، وكذلك عمود وميزان وصنوج وعمارة أكيال ودور دوم للاختبار فمتى وجد شيئا على غير قاعدة نكل فاعله، ويأخذ عملة الخبز بغسل معاجنهم كل يوم وغسل مناذيلهم وتثقيفها بالليل فقد وجدوا فيها يرقدون، ويمنعهم من العمل قبل الفجر لما يمكن في ذلك الوقت من قلة التحفظ لحدثان القيام من النوم ويبعثهم على الاغتسال في أكثر الأوقات وغسل رؤوسهم ولا سيما في فصل الصيف وكذلك أواني مائهم.
ويأخذ المعلم بكل ما يجد من الفساد في شغله من غش ودلس كالناقص واللين العجين والني واللطيف الدقيق وغير ذلك فإنه لا يعمل إلا ما يقول ويعاقب مع الفاعل له لكونهما مع الفعل سيان ويلزمه مع ذلك ضمان العملة ليكون المطلوب بإحضار من جني منهم أو دلس والسبب الموجب لنكاله إن عجز من ذلك، وكذلك عملة كل معلم في أي شغل كان ليأمن الناس بوائقهم.
ويأخذ باعة الخبز بأن يتخذوا موزاين على رؤوسهم ليختبروا بها الخبز بالوزن إذا وصلهم فإن وجدوه وازنا باعوه وإن كان ناقصا تركوه لمن عمله، ومن باعه منهم
1 / 30