وكان يقول: إن الأغلال التي غل بها أهل النار لم تحصل في أعناقهم لأنهم أعجزوا الخزنة، وإنما هي إذا طفا بهم اللهب ترسبهم في النار. ثم يبكي حتى يغلب عليه، ويقول: اللهم إنا نعوذ بك من عذاب النار، ومن العمل السيء الذي يؤدي إليه.
وكان يقول: روي أن ناسكا رأى ناسكا في النوم، فقال له: كيف وجدت الأمر؟ قال: وجدنا ما قدمنا، وخسرنا ما خلفنا، فقال الحسن: الآن فاقدموا على بصيرة.
وكان يقول: روي أن قوما تواصفوا الزهد بحضرة الزهري، فقال: الزاهد من لم يغلب الحرام صبره، والحلال شكره.
وكان أبو بكر بن عبد الله المزني يقول: ما ظنك بخالق الكرامة لمن يريد كرامته؟ وما ظنك بخالق الهوان لمن يريد هوانه، وهو عليهما قادر؟
وكان يقول: إياكم والتسويف والترجي؛ فإنه أهلك من كان قبلكم.
ولقد حدثت عن أبي حازم أنه كان يقول: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب، ونحن لا نريد أن نتوب حتى نموت، ومن لقي الله منا مجرما غير تائب، أدخله النار وبئس المصير.
Halaman 132