ثُمَّ جعلته لخدمة المقام السلطاني الملكي الكاملي الناصري، سلطان الإسلام والمسلمين، سيد الملوك والسلاطين، محيي سنة سيد المرْسلين، ومظهر العدل في العالمين، ناصر الدنيا والدين، مولانا الملك الكامل خليل أمير المؤمنين، أدام الله أيامَه، وأعلا مقامه، مخْصوصًا وبالدعَاء لدولته ناصًا وَبالثناءِ عليه منصوصًا، لأنه أشرف الملوك قدرًا، وأكملهم في سماءِ المعارف بدْرًا، وأقومهم بشعائر الدين، وأفضلهم جرْيًا على سَنَن المهتدين، أدام الله بهِ للدين انتصاره، وضاعف له على ملوك الأرض اقتداره، وأخْدمهُ أبدًا أقداره (١) .
_________
(١) لا تخلو هذه التزكية من شيء، فإن هذا الطلب الأخير مع أنه من باب طلب ما لا يكون، وذلك من الاعتداء في الدعاء، وهو مذموم فيما صح عنه ﷺ من قوله: "سيكون في أمتي أقوام يعتدون في الدعاء والطهور" [يشير إلى حديث عند أحمد وأبي داود عن سعد (ز)] .
فإنه مع ذلك فيه طلب الاستعلاء على القدر وجعل الملك مخدومًا له، وهذا أمر ظاهر بطلانه. وإنما أوقع المؤلف- غفر الله لنا وله- في هذه الخطيئة غلوه في مدح ملكه، والاطراء عليه، وصدق رسول الله ﷺ في قوله: "المدح هو القزع"!. (ن) .
1 / 16