عنده، ويودّ أن كل أحد يستظل بأنه وزنده، ويختار أن المحتاج والمحتال لا يقتدي غلا به ولا يقتدحُ إلا زنده، ورد على أهل دمشق غريبًا، فكان إلى كل القلوب قريبًا، وإذا عاداه غر به، رده بالإحسان إليه حبيبًا، بأخلاقٍ من أين للنسيمات لطفها، أو للغصون ميلها وعطفها.
ومناقبٌ بيضُ الوجوه مضيئةً ... أبدًا تكاثرُ السنَ المدّاحِ
من قاس ذا شرف به فكأنما ... وزن الجبال الجبالَ القودَ بالأشباحِ
ولم يزل بدمشق على حاله إلى أن برز إلى لحده، وخلف السؤدد ينوحُ عليه من بعده. وتوفي - رحمه الله تعالى - في شوال سنة خمس وخمسين وسبع مئة، وكان قاضي القضاة تقي الدين السبكي يعظمه ويحترمه ويبره.
أحمد بن سليمان
ابن مروان بن علي بن سحاب.
الشيخ العدل الفاضل، الأديب الصدر شهاب الدين أبو العباس ابن الشيخ نجم الدين البعلبكي.
كان تاجرًا بالخواصين مدة، ثم ترك ذلك، وشهد على الحكام، ودخل في شهادة القيمة، وكان تقدم له اشتغال في العربية والأدب ونظم الشعر، وله قصائد.
وقرأ القرآن على علم الدين السخاوي، وعرض عليه الشاطبية قال شيخنا البرزالي: رواها لنا عنه مرات، وروى لنا أيضًا جزء سفيان، وجزء