الجواب الثاني: عدم التسليم بكون الزمان الفعل أطول في كل حال. وخاصة في الفعل ذي الهيئات والكيفيات التي يصعب تحديدها بالقول، كالوضوء مثلًا، فإن تبيين كيفيته بالفعل أخصر منه بالقول. ولو ذهبنا نحدّد بالقول ما أوضحناه بالفعل لطال الأمر وتكرر، وصعب على الذهن مع ذلك ضبطه (١).
الجواب الثالث: أن ذلك وقع في السنة، ومنه شربه ﷺ يوم عرفة وهو راكب على بعيره ليعلم الناس أنه مفطر.
هل يشترط لاعتبار الفعل بيانًا عدم وجود قول صالح للبيان:
اشترط ابن فورك (٢) لصحة اعتبار الفعل بيانًا أن لا يكون هناك قول صالح لأن يكون بيانًا. ووجه ذلك عنده أن القول هو الأصل في البيان، وأن الفعل يكون بيانًا بغيره، والقول يكون بيانًا بنفسه، فإذا وجد ما هو الأصل في البيان امتنع العدول عنه إلى غيره.
وسيأتي في مبحث اختلاف القول والفعل في البيان، ما يعلم به بطلان هذا الاشتراط.