﴿وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ﴾:
هذا إخبار بأمل أنهم سيهتدون إلى البقرة المأمور بذبحها، وفي تعليق اهتدائهم بمشيئة الله دليل على إنابتهم وندمهم على ترك سرعة الامتثال للأمر. ﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ﴾:
الذلول: من الذل - بضم الذال وكسرها -، وهو ضد الصعوبة، يقال: بقرة ذلول؛ أي: ريّضة زالت صعوبتها، وإثارة الأرض: تحريكها وبحثها بالحرث والزراعة. والحرث: شق الأرض ليبذر فيها الحَبّ. والمقصود: نفي الذل وإثارة الأرض عن البقرة، فهي ليست بذلول تستعمل لإثارة الأرض بالحرث، كما أنها لم تستعمل لسقي الحرث.
﴿مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا﴾:
المسلَّمة: من السلامة؛ أي: مخلَّصة ومبرأة من العيوب. والشِّيَة: اللمعة المخالفة لبقية لون الشيء، فهي سليمة من كل عيب، وليس فيها لون يخالف لونها الذي هو الصفرة الفاقعة.
﴿قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ﴾:
﴿الْآنَ﴾: ظرف بمعنى الزمان الحاضر. والحق: الحقيقة. والمعنى: الآن جئت بحقيقة وصف البقرة؛ حيث استوفيتَ وصفها من جهة السن واللون، وكونها من السوائم لا العوامل، فلم يبق اشتباه في أمرها.
﴿فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾:
من إيجاز القرآن أن حذف من صدر هذه الجملة جملتين مفهومتين من نظم الكلام. والتقدير: فطلبوا البقرة الجامعة للأوصاف السابقة، وحصّلوها، وذبحوها.