118

Ensiklopedia Karya Lengkap Imam Muhammad al-Khidr Hussein

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Penyiasat

علي الرضا الحسيني

Penerbit

دار النوادر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1431 AH

Lokasi Penerbit

سوريا

Genre-genre

وقعه أقبح، وفساده أكبر، وعاقبته أشأم، متى صدر من عالم يميز الباطل من الحق. ففي قوله تعالى: ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ بيان لحال المخاطبين بالنهي، من أنهم كانوا يلبسون الحق بالباطل، ويكتمون الحق لا بجهالة، بل كانوا يفعلون ذلك وهم على علم بأنهم خلطوا الحق بالباطل، أو أخفوا حقًا بجحوده، وعدمِ بيانه للناس.
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾:
بعد أن أمرهم بأصل الدين الذي هو الإيمان، أمرهم بركنين من أركانه العملية، أولهما: أعظم العبادات البدنية، وهي الصلاة، وثانيهما: أعظم العبادات المالية، وهي الزكاة. وإقامة الصلاة: أداؤها مستوفية لأركانها وشرائطها المفصلة في كتب السنّة، والزكاة وردت في القرآن كالصلاة مجملة، وترك تفصيل القول في أحكامها إلى السنّة، والزكاة في اللغة: النماء والتطهير، وكلا المعنيين متحقق في الزكاة الشرعية، أما النماء، فبإخراج القسط المسمى زكاة يبارك الله في البقية من المال، فينمو، ويسلم من الآفات التي كثيرًا ما تصيب أموال البخلاء بإيتائها، وأما التطهير، فلأن الزكاة تطهر المال من أن تكون فيه مظلمة.
أمر بني إسرائيل بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة على الوجه الذي شرعه الإسلام، ثم عاد إلى فريضة الصلاة مؤكدًا الأمر بها؛ لعظم أهميتها، فقال تعالى:
﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾:
الركوع في أصل اللغة: الخضوع والانقياد. ويطلق في عرف الشارع على الركن المعروف في الصلاة، وهو خفض المصلي رأسه حتى تبلغ راحتاه

1 / 84