أليس هذا كله تأديبا ... فمالنا لا نتقي الذنوبا
لكن قسى قلب وجفت أدمعٌ ... إنا إلى الله إليه المرجعُ
فنسأل الرحمن ستر ما بقي ... وعفوه واللطف فيما نتقي
فكم وكم قد أظهر الجميلا ... وستر القبيح جيلًا جيلًا
حتى متى لا نرعوي بالوعظ ... وأنت تنبو كالغليظ الفَظِّ
تطوي الليالي العمر طيا طيا ... وأنت لا تزاد إلا عتيا
فلا تبت إلى على وصية ... فإنها عاقبة مرضية
هيهات لابد من النزوح ... حقا ولو عمرت عمر نوح
فنسأل الله لنا السلامة ... في هذه الدنيا وفي القيامة
أعدد لجيش السيئات توبة ... فإنها تهزم كل حوبة
وارجع إلى ربك فاسألنه ... ولا تحد طرفة عين عنه
أفضل زاد المرء تقوى اللهِ ... سبحانه جل عن التناهي
عليك بالتقوى وكل واجب ... وترك ما يخشى وشكر الواهب
العلم والحلم قرينا خيرٍ ... فالزمها وُقيت كل ضير
فالعِلْمُ عِزٌّ لا يكاد يَبْلَى ... والْحِلْمُ كَنْزٌ لا يكاد يفنى
العلم لا يحصى فخذ محاسنه ... ونبه القلب الصدي من السنة
أجمل شيء للفتى من نسبه ... إكثاره من علمه وأدبه
إن كنت محتاجًا إليه مانكا ... أو غير محتاجًا إليه زانكا
1 / 44