وقد كان يود الذهاب إلى سانت مرتين؛ لأنها القرية التي احترق فيها القصر والمكان الذي رؤي فيه «السيئ البخت» الذي وضعه في صندوقه منذ سبعة أعوام وهو مخدر؛ كي يشحنه إلى البلاد الأمريكية، فيخلص إرث الكونت دي نيفيل لأخيه البارون.
وقد كان واثقا أتم الثقة من أن المنحوس هو ابن أخي البارون، ولكن أين يجده وهو لا يعلم شيئا من أمره؟! حتى إنه لا يعرف اسمه، فقد تركه منذ سبعة أعوام في مدينة برنتون الإنكليزية، فهل هو باق في إنكلترا أم إنه عاد إلى فرنسا؟! وهل هو ميت أم لا يزال في قيد الحياة؟!
ومع ذلك فإن قوة خفية كانت تدفعه إلى قرية سانت مرتين، وكان قلبه يحدثه بأنه سيجد فيها ما يبحث عنه.
ولبث يسير إلى أن التقى بقروي يسوق مركبة يجرها ثوران، فاستوقفه وسأله قائلا: هل أنت سائر إلى قرية سانت مرتين؟
قال: كلا، بل إلى مزرعة بجوارها تدعى مزرعة بوانيير، وليس بينها وبين القرية سوى ربع مرحلة.
قال: إذن احملني على مركبتك فقد أعييت تعبا.
ثم صعد إلى المركبة، وسار الاثنان وهما يتحدثان، حتى أشرفا على قصر كبير مخرب فسأله بول قائلا: ما هذا القصر؟
قال: إنه «القصر المحروق»، وقد أطلقوا عليه هذا اللقب منذ يوم احتراقه.
قال: لعله احترق من عهد بعيد؟
أجاب: منذ عشرين عاما، وقد كان صاحبه الكونت من كبار الأغنياء.
Halaman tidak diketahui