فرعبت أم الطفل وقالت: كلا!
فقالت لها حماتها: لا ترعبي يا ابنتي، فإنه سيقول خير الأقوال عن ولدك، فهز الساحر رأسه.
فقالت له الكونتيس: هل تريد يا سيدي أن نأتيك بورق اللعب كما كان يفعل الكونت كاليوسترو؟
أجاب: كلا، فإني أكتفي بأن أرى خطوط الكف، فأعرف الطالع ...
قالت: إذن انظر في كفه.
فساد السكوت التام بين الجميع، حتى إنه لو طارت ذبابة لسمع حفيف أجنحتها، وعاد الساحر إلى الحديث فقال: أية فائدة يا سيدتي؟ ألم أقل لك إني لا أرى في جو المستقبل غير العواصف؟
فقال له والد الطفل: لا بأس يا سيدي، ما زالت أمي تلح عليك، وفي كل حال فإني أرجو ألا تجد في كف ولدي إلا ما يدل على الخير مراعاة لحق الضيافة ولما نحن فيه.
أجاب: هذا الذي أتمناه ... ثم نهض وذهب إلى مهد الطفل النائم، فأحدقت به الأبصار كالنطاق، وهو يفحص كفه فحصا دقيقا، ثم قال: إن خطوط الكف لم تتكامل بعد.
فقالت له الكونتيس: إذن لا تستطيع أن تعلم شيئا؟
أجاب: هو ذاك، غير أني رأيت أمرا جليا.
Halaman tidak diketahui