Abu Syuhada Husayn Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Genre-genre
وإذا كانت خسارة المرء في سبيل إيمانه تجمع عليه كل خسارة، فالأحمق الفاشل من يطلب الخير للناس ويغفل عن نفسه في طلابه.
فكفى الواصل ما وصل إليه.
وكثير عليه أن يطمع عند الخلف والسلف فيما ادخرته الإنسانية من الثناء والعطف لمن يكرمونها بفضيلة الشهادة والتضحية، ويخسرون.
وهذا الفيصل العادل أعدل ما يكون فيما بين الحسين ويزيد.
فإذا قيل إن معاوية قد عمل وقد أفلح بالحيلة والدهاء، فيزيد لم يعمل ولم يفلح بحيلة ولا دهاء، ولكنه ورث المنافع التي يشتري بها الأيدي والسيوف، فجال بها جولة رابحة في كفاح الضمائر والقلوب.
فينبغي ألا يربح بهذه الوسيلة، فأما وقد ربح؛ فينبغي أن يقف به الربح عند ذاك، وينبغي للعذر الكاذب والثناء المأجور ألا يحسبا على الناس بحساب العذر الصادق والثناء الجميل.
وقد تزلف إلى يزيد من يتزلفون إلى أصحاب المال والسلطان، ثم أخذوا أجورهم، فينبغي أن يقوم ذلك الثناء بقيمة تلك الأجور، وأن يكون ما قبضوه من أجر غاية ما استحقوه، إن كانوا مستحقيه.
أما أن يضاف ثناء الخلود إلى صفقة أولئك المأجورين، فقد أصبح ثناء الخلود إذن صفقة بغير ثمن، أو هو علاوة مضمونة على صفقة كل مأجور.
إن صاحب الثناء المبذول لا يسأل عن شيء غير العطاء المبذول، ولكن التاريخ خليق أن يسأل عن أعمال وأقوال قبل أن يبذل ما لديه من ثناء.
وليس في تاريخ يزيد عمل واحد صحيح أو مدعى، ولا كلمة واحدة صحيحة أو مدعاة، تقيمه بحيث أراده المأجورون من العذر الممهد والمدح المعقول، أو تخوله مكان الترجيح في الموازنة بينه وبين الحسين.
Halaman tidak diketahui