Abu Syuhada Husayn Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Genre-genre
فما رسم شجاني قد
محت آيات رسميه
سفور درجت ذيلي
ن في بوغاء قاعيه
هنوف مرجف تترى
على تلبيد ثوبيه
إلى آخر الأبيات، ثم فسر له ما أراد من الهرقل وهو ملك الروم، والجعلل وهو قصار النخل، والأيتم وهو بعض النبات، والهمهم وهو القليب الغزير الماء، وفي هذا الكلمات أوصاف البلاد التي جاء منها وإشارة إليها.
فقال الأعرابي: «ما رأيت كاليوم أحسن من هذا الغلام كلاما، وأذرب لسانا، ولا أفصح منه منطقا.»
وتلك رواية من روايات على منوالها، إن لم تنبئ بما وقع فهي منبئة بما تداوله الناس من شهرة الحسين في صباه الباكر بالعلم والفصاحة.
ولخبرته بالكلام وشهرته بالفصاحة، كان الشعراء يرتادونه وبهم من الطمع في إصغائه أكبر من طمعهم في عطائه، ولكنه على هذا كان يجري معهم على شرعة ذوي الأقدار والأخطار من أنداده، فيبذل لهم الجوائز ما وسعه البذل، ويؤثرهم على نفسه في خصاصة الحال. وقد لامه أخوه الحسن في ذلك، فكتب إليه: «إن خير المال ما وقي به العرض.» إلا أنه في الواقع لم يكن يعطي لوقاية العرض وكفى، ولكنه كان يعطي من قصده من ذوي الحاجات ولا يخيب رجاء لمن استعان به على مروءة.
Halaman tidak diketahui