قال: «نذهب بأخف ما عندنا وأنا أدبر ذلك، ولكني أتوسل إليك منذ الآن أن تكتمي أمري عن كل إنسان.»
فاستغربت طلبه وقالت: «وماذا تعني؟»
قال: «أعني أني رهين إشارتك، ولا أزال عبدك وخادمك بكل ما تأمرين، ولكنني لا أحب أن يعلم أحد في الدنيا أني لا أزال حيا، ولا تسأليني عن السبب الآن. أما اسمي الجديد فهو صالح.»
فقالت: «سأفعل ذلك. فما العمل يا صالح؟»
قال: «سأعد كل شيء حتى نتمكن من الرحيل في الصباح باكرا والناس في شاغل عنا.»
قالت: «ألا ترى أن ننتظر إلى غد لعل أبا مسلم يبعث بمن يحملنا إليه؟»
قال: «الأمر راجع إليك؛ إذا شئت بقينا، ولكنني لا أرى أبا مسلم يبعث إليك غدا ولا بعد غد.»
فلم تستغرب قوله؛ لأنها سمعت مثله من ريحانة، ولكنه لم يعجبها فقالت: «وكيف لا يبعث إلي وأنت قلت لي إنه إنما أجل اجتماعنا ريثما يفرغ من الحرب، ويقتل هذا المسكين على يدنا؛ فأطعناه؟! فهل من سبب آخر للتأجيل؟»
فقال: «لا، ولكن أبا مسلم اليوم في شغل عظيم من أمر هؤلاء اليمنية بعد مقتل أميرهم، فإذا لم يتدبر أمرهم خشي عصيانهم أو انحيازهم إلى الخوارج. ومهما يكن من الأمر، فإن الذهاب إلى بيت أبيك أحفظ لكرامتك، وليس ثمة ما يمنع أبا مسلم من أن يطلبك من مولاي الدهقان، فتزفين إليه معززة مكرمة.»
فلم تر جلنار بدا من طاعته، فأذعنت وأشارت إليه أن يفعل ما يشاء.
Halaman tidak diketahui