أضف إلى ذلك فائدة المشي وقطع المسافات الطويلة كل يوم موتورجل.
من المصادفات الغريبة أنني بعد انصرافي من بيت الأستاذ راشد وقعت بين يدي صحيفة قرأت فيها نبذة عنوانها «هل تفقدنا المدنية فائدة أقدامنا؟» جاء فيها: لا شك في أن للسير على الأقدام لذة كبيرة ... وله أيضا نفعا عظيما.
ولكن كثرة وسائل المواصلات في هذه الأيام، وسهولتها، وسرعتها مع رخص أجورها جعلتنا نغفل رياضة السير على الأقدام، ولا مبالغة إذا قلنا إن المدنية الحديثة ستفقدنا الفائدة الجميلة التي وجدت من أجلها أقدامنا.
بل إن كثيرين منا الآن لكثرة استعمالهم وسائل النقل في كل مكان يقصدون إليه سواء كان قريبا أم بعيدا؛ فقدوا لذة المشي من جهة، ومن جهة أخرى لا يعرفون كيف يمشون المشي الصحيح.
ويصرح الأطباء الآن بأن المشي الرديء أو بعبارة أخرى المشي غير الصحيح يسبب لأصحابه العلل والأمراض الخفية.
وكما أن الأسنان و«اللوز» في الحنجرة تسبب كثيرا من الأمراض التي يظن في بادئ الأمر أن لا علاقة لها بها، فكذلك المشي الرديء يسبب للمرء كثيرا من الآلام والأمراض.
وإن رصف الطرقات وتمهيدها قد أفسدا على القدم فائدة النط، والوثب، والخطوة، وهذه العمليات الثلاث كان لا بد منها لتنشيط مفاصل الدم والساق، والآن وقد عطلت المدنية هذه العمليات فإنا ندفع الثمن غاليا، ندفعه باضطراب أعصابنا، وبعض أعضائنا.
ويعالج الأطباء الآن مرض الأقدام والسيقان الذي ينشأ عن عطلها عن تأدية واجبها الطبيعي بالكهرباء والمكمدات.
وبمناسبة الحديث عن الأقدام والسير عليها، نذكر أن أحد مصانع الأحذية المشهورة في أوروبا صرح بأن الطلبات انهالت بكثرة على الأحذية الكبيرة في الأيام الأخيرة.
ولكن الأطباء يقولون بأن قدم المرء محال أن تكبر بعد بلوغه سن الرشد، وأنها في هذه الحالة مثل أنفه ويده وسائر الأعضاء البارزة.
Halaman tidak diketahui