وكانت ليالي «الفتح» في عزها.
كل ليلة عشرات من زجاجات الكونياك والأستوت والشمبانيا تفتح للسيدة توحيدة، وتأخذ من كل زجاجة قيراطا، وترشف من كل كاس شفطة، وثمن كل زجاجة جنيه نقدا وعدا.
وذهبت ألوف الجنيهات في سبيل «الفتح»!
وتوحيدة تأخذ أجر غنائها، وتأخذ نصيبها من الفتح، وتتناول من هذا ومن ذاك باليمين واليسار، لها حسابها الخاص وللخواجا مانولي حسابه الخاص.
والشغل شغل، على ما يقول الإنكليز.
أما السيدة بهية فقد خرجت من ألف ليلة، وأنشأ لها المحامي قهوة راقصة في شارع وجه البركة، ولكنها لم تعمر طويلا فتزوجها المحامي الكبير.
وبقيت السيدة توحيدة تغني، وإلى جانبها الرقاصات. كل شهر راقصة جديدة، ومغنية ألف ليلة لا تتغير ولا تغيب عن التخت إلا ساعات معدودة في ليال معدودة، هي الليالي التي كانت تحييها في الأوبرا لبعض الجمعيات الخيرية.
وكانت تذهب مع تختها لإحياء هذه الليالي بدون أجر، وتقدم في آخر الليلة مبلغا معاونة للجمعية مساهمة منها في عمل الخير.
وفي هذه الليالي كان ينوب عن السيدة توحيدة في ألف ليلة بعض كبار المغنين مثل: سيد الصفتي ومحمد سالم العجوز وداود حسني.
وأخذت دولة الرقص تدول في أيام الحرب الكبرى، إذ قيدت السلطة العسكرية حركات الراقصات وسكناتهن وملابسهن بقيود شديد، وعطلت عدة قهوات راقصة، ولم يبق غير ألف ليلة ومغنيتها المشهورة. •••
Halaman tidak diketahui