وتزويجه بنتيه لابنيه في الخنا
علمنا بأن الخلق من نسل فاجر
وأن جميع الناس من عنصر الزنا
وهذا كلام لا يصدر إلا من معتوه فقد رشده، وحاشا لأبي العلاء أن يكونه. ولا يخلو قائله من أحد أمرين: إما أن يكون مقرا بالشرائع، عالما بأن زواج الأخ بأخته لم يكن محرما في شريعة سيدنا آدم
صلى الله عليه وسلم ، فيكون قوله هذا ضربا من الهذيان والهوس. وإما أن يكون منكرا لها، فيكون ذكره الزنا لا معنى له، فإن معرفة الحلال والحرام لا تتأتى إلا من الشرائع. فضلا عما في البيتين من بذاءة وقلة أدب تنبو عنهما نفس أبي العلاء . ولست منكرا أنه ذكر سيدنا آدم عليه السلام في لزوم ما لا يلزم بما كنت أحب له عدم ذكره، إلا أنه لا يبلغ في شناعته إلى هذا الحد؛ وغاية ما فيه لومه عليه السلام على أكله من الشجرة، وتسببه في أذى ذريته في الدنيا بخروجه من الجنة. وسيأتي الكلام على ذلك في فصل مستقل. وقد رد على هذين البيتين القاضي أبو محمد الحسن بن أبي عقامة اليمني بقوله:
لعمرك أما فيك فالقول صادق
وتكذب في الباقين من شط أو دنا
كذلك إقرار الفتى لازم له
وفي غيره لغو كذا جاء شرعنا
وليت القاضي تثبت من نسبة البيتين قبل تكلفه الرد بهذا الشعر الركيك. ونسبوا إليه أشياء أخرى من هذا القبيل أضربت عن ذكرها تفاديا عن الاشتغال بالعبث، إلا أن ألم ببعضها إلماما فيما يأتي من الفصول لمناسبة. كما أني لم أتعرض لما أخذ عليه في سقط الزند؛ لأنه لا يخرج عن كونه من الغلو الواقع لكثير من الشعراء، وقد كفانا مؤونة البحث فيه بقوله في خطبته:
Halaman tidak diketahui