كلا، ولكنه يأتيني ليلة الإثنين من كل أسبوع يحدثني بأخبار القصر في المنصورة، ويقص علي كل ما يجري هناك، أليس هو الذي أخبرني بمقدم سلطان هذا البلد من حمص في هودجه مريضا لإعداد دمياط للقاء الفرنسيس، فأرسلتك إلى فخر الدين بتلك الحيلة التي انطلت عليه، ثم أليس هو الذي ... الذي ... الذي أخبرني باشتداد المرض عليه فأرسلت إلى الملك لويس بالمسير؟ إنه فرنسي مثلي أتحسبين أننا ننسى وطننا يا مريم؟
مريم :
زعمت أنك من أهل هذي البلد يا أبتي.
برنار :
كلا يا ابنتي إنني فرنسي، كنت جنديا في جيش الأمير يوحنا دوبريان الذي نزل بدمياط منذ ثلاثين سنة، وكنت قبلها خادما في قصر أم ملك فرنسا لويس العظيم نفسه، فلما دارت الدائرة علينا في فارسكور هذه وقعت أسيرا في قبضة الملك عيسى عم هذا السلطان، ثم وقع فيليب وهو فتى صغير السن لم يبلغ العاشرة في يد الملك موسى عمه الآخر.
مريم :
أكان فيليب جنديا وهو في العاشرة من العمر؟
برنار :
لم يكن جنديا، ولكن أباه كان طبيبا ولم يكن له من الدنيا إلا فيليب هذا، فلما أتى في ركاب الأمير استصحبه معه ومات الرجل في الأسر وظل الغلام في بيت عيسى حتى عاد إلى مصر، وكان قد عرف من الطب شيئا كثير فنشأ طبيبا كأبيه، آه يا مريم، لولا أن هذين الأميرين جاءا من الشام لنصرة أخيهما والد هذا السلطان لنلنا النصر يومئذ ... ولكنه مقدر ...
مريم :
Halaman tidak diketahui