283

الرد القويم على المجرم الأثيم

الرد القويم على المجرم الأثيم

Penerbit

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٣ هـ

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

فأبى أن يعمل له فقال له تكره العمل وقد طلبه من كان خيرًا منك طلبه يوسف ﵇ فقال إن يوسف نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة ابن أميمة وأخشى ثلاثًا واثنتين قال عمر فهلا قلت خمسًا قال أخشى أن أقول بغير علم وأقضي بغير حلم أو يضرب ظهري وينزع مالي ويشتم عرضي.
وفي استعمال عمر ﵁ لأبي هريرة ﵁ أبلغ رد على من زعم أن عمر وعثمان وعليًا ﵃ اتهموا أبا هريرة ﵁ بالكذب لأنه لو كان متهمًا عند عمر ﵁ لما استعمله فإِنه لم يكن متساهلًا في أمر الولاة بل كان بغاية الحزم والتدقيق عليهم ولم يكن يولي أحدًا من المتهمين بالكذب ولو كان أبو هريرة ﵁ متهمًا بالكذب عند عثمان وعلي وغيرهما من الصحابة ﵃ لكانوا ينكرون توليته ويتكلمون فيه عند عمر ﵁، ولما لم يوجد منهم إنكار لتوليته دل ذلك على أنه لم يكن متهمًا عندهم.
وأما قول مصطفى الرافعي في أبي هريرة ﵁ أنه أول راوية اتهم في الإِسلام.
فجوابه من وجهين أحدهما أن يقال هذه كلمة بشعة جدًا وهي تنم عما في قلب قائلها من الغيظ على أبي هريرة ﵁ والبغض له، وقد تقدم في الحديث الصحيح أن رسول الله ﷺ دعا لأبي هريرة وأمه أن يحببهما الله إلى عباده المؤمنين ودعاء النبي ﷺ مستجاب بلا شك، ويستفاد من هذا الحديث أنه لا يبغض أبا هريرة ﵁ أحد في قلبه إيمان.
الوجه الثاني أن يقال إنما يتهم أبا هريرة ﵁ من أعمى الله قلوبهم من الخوارج والروافض والقدرية والمعتزلة والجهمية ومن يقلدهم ويأخذ بأقوالهم من المتقدمين والمتأخرين. ومنهم مصطفى الرافعي وأبو رية والمؤلف وكثيرون سواهم من شرار العصريين الذين قد جعلوا أبا هريرة ﵁ غرضًا للطعن والتنقص، وقد تقدم قريبًا كلام ابن خزيمة في ذم المتكلمين في أبي هريرة ﵁ وأنه لم يتكلم فيه إلا أهل البدع وأتباعهم فليراجع (١).
فأما أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة العلم والهدى فلم

(١) ص: ٢٦٨.

1 / 282