89

A Ray from the Altar

شعاع من المحراب

Penerbit

دار المغني للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

إخوة الإسلام للكذب آثاره وغوائله السيئة، وقد خطب أبو بكر الصديق ﵁ بعد وفاة النبي ﷺ وقال: قام فينا رسول الله ﷺ مقامي هذا عام أول ثم بكى، وقال: «إياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار» (١) والكذبة يعذبون في قبورهم قبل يوم القيامة، والرسول ﷺ يقول: «رأيت كأن رجلًا جاءني فقال لي: قم. فقمت معه، فإذا أنا برجلين، أحدهما قائم والآخر جالس، بيد القائم كلوب من حديد يلقمه في شدق الجالس فيجذبه حتى يبلغ كاهله، ثم يجذ به فيلقمه الجانب الآخر فيمده فإذا مده رجع الآخر كما كان، فقلت للذي أقامني: ما هذا؟ فقال هذا رجل كذاب، يعذب في قبره إلى يوم القيامة» (٢). إخوة الإسلام ما زال رسول الله ﷺ يحذر من الكذب حتى جعله طريقًا إلى النار وقال: «إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا». ولهذا وغيره من آثار الكذب السيئة، لم يكن شيء أشد على صحابة رسول الله ﷺ من الكذب، كما تقول أم المؤمنين عائشة ﵂: «ما كان من خلق أشد على أصحاب رسول الله ﷺ من الكذب، ولقد كان رسول الله ﷺ يطلع على الرجل من أصحابه على الكذب فما ينجلي من صدره حتى يعلم أنه قد أحدث توبة لله ﷿ منها» (٣). فاحذروا الكذب معاشر المسلمين واصدقوا التوبة مما بدر منكم يغفر الله لكم، واعلم أخي المسلم أن الصدق أمانة والكذب خيانة، واحذر أن تحدث

(١) الحديث رواه ابن ماجه والنسائي وإسناده حسن، الإحياء ٩/ ١٥٨٢. (٢) بيت طويل رواه البخاري في صحيحه، الإحياء ٩/ ١٥٨٤. (٣) (رواه أحمد وغيره ورجاله ثقات، الإحياء ٩/ ١٥٨٦.

1 / 90