A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran

Ahmad Mahmoud Al-Shawabkeh d. Unknown
87

A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran

غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن

Penerbit

دار الفاروق للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Lokasi Penerbit

عمان

Genre-genre

صَادِقِينَ (١١١)﴾ [البقرة] فالمسمَّيات لا تتغيَّرُ بتغيُّر الأسماء، فالحجارة مثلًا لا تصيرُ آلهةً بتغيير اسمها، لذلك لا تستحقُّ الألوهيَّة ولا العبادة؛ لأنّ الدِّينَ مبنيٌّ على الحجَّة والبرهان، لا على التَّقليد، فهذا ما نطق به القرآن، وهذا ما تدين به العقول، وهذا ما تُسَلِّم له الأفئدة، فأيُّ باطلٍ أخذتم؟! وأيُّ حقٍّ رفضتم؟! ثمَ نصَّ على ما هو الدِّينُ القويم والحقُ المبين، فقال: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٤٠)﴾ ولا نحسبهما إلَّا قد ألجما الحجَّة؛ فسكوتهما عن الجواب حُكْمٌ صَامِتٌ بصحَّةِ كلام يُوسُفَ - ﵇ ـ. ومن اللَّافت أنّ يُوسُفَ - ﵇ - في شرح التَّوحيد والدَّعوة إلى ترك التَّقليد يكاد لا يسكت ولا يكفُّ، بخلاف موقفه أمام عزيز مصر وتقرير سجنه، فلم يُسْهِب في الكلام فهو ﴿يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (١٤)﴾ [العلق] وأنَّه ﴿إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (٥٣)﴾ [الشُّورى] وأنَّ الله يحكم ما يشاء وليس حكمه بالمردود، ولذلك سَلَّمَ الأمْرَ لصاحِب الأمر. أدبُ الأنبياءِ في الخِطَاب مما يدلِّل على عِلْمِ يُوسُفَ وحكمته، ويشيرُ إلى إحسانه وأدبه، تحسينُه للجواب وتلطُّفه في الخطاب معهما حيث يلاحظ أنَّه، قال: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (٣٨)﴾ ولم يقل: ولكنَّ أكثركم لا تشكرون، وقال: ﴿يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ﴾ ولم يقل: أيُّها المسجونان، وقال: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٤٠)﴾ ولم يقل: ولكنَّ أكثركم لا تعلمون؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... (١٢٥)﴾ [النَّحل]، وقوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ

1 / 91