33

بحث عقدي في لفظ السيد

بحث عقدي في لفظ السيد

Penerbit

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Nombor Edisi

السنة السادسة والثلاثون العدد (١١٢) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Genre-genre

المطلب الثاني: في بيان أنه ﷺ لم يخبر بسيادته على وجه الفخر كونه سيد الناس، وسيد ولد آدم - لم يرد بذلك فخرا، حيث نفاه -؟ - بقوله: «ولا فخر». قال الحافظ النووي - رحمه الله تعالى ـ: «قال العلماء: وقوله -؟ ـ: أنا سيد ولد آدم، لم يقله فخرا، بل صرح بنفي الفخر في الحديث المشهور: «أنا سيد ولد أدم ولا فخر» وانما قاله لوجهين: أحدهما: امتثال قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ (١). والثاني: أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته؛ ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه ويوقروه ـ؟ - بما تقتضي مرتبته كما أمرهم الله - تعالى» (٢). وقال العز بن عبد السلام - رحمه الله تعالى ـ: «وإنما قال النبي ﷺ: أنا سيد ولد آدم، لتعرف أمته منزلته من ربه ﷿) (٣). وقال المناوي - رحمه الله تعالى ـ: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، أي أقول ذلك شكرا لا فخرا، فهو من قبيل قول سليمان ﵊: ﴿عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْر﴾ (٤) أي لا أقوله تكبرا وتفاخرا وتعاظما على الناس. وقيل: لا أتكبر به في الدنيا، وإلا ففيه فخر الدارين. وقيل: لا أفتخر بذلك، بل فخري بمن أعطاني هذه الرتبة.

(١) الضحى، آية (١١). (٢) شرح النووي على صحيح مسلم (١٥/ ٣٧)، وانظر: النهاية في غريب الحديث (٢/ ٤١٧). (٣) بداية السول في تفضيل الرسول (ص٢٤). (٤) النمل، آية (١٦).

1 / 195