بين العقيدة والقيادة

Mahmoud Shit Khattab d. 1419 AH
137

بين العقيدة والقيادة

بين العقيدة والقيادة

Penerbit

دار القلم - دمشق

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lokasi Penerbit

الدار الشامية - بيروت

Genre-genre

نساء قريش نسبًا وأعظمهن شرفًا وأكثرهنّ مالًا، كل قومها كان حريصًا على ذلك منها لو يقدر عليه (١). وكان رجال قريش يطلقون عليه لقب (الأمين) قبل أن ينزل عليه الوحي (٢). كان شريفًا في قمة الشرف، وكان موضع ثقة قومه وحبهم، وكانت حالته المادية على أحسن ما يرام قبل بعثته، فكيف استهان بكل ذلك في سبيل الإسلام؟؟!!. بُعثَ النبي ﷺ، فبدأ يدعو إلى الله سرًا. ثم جهر بالدعوة إلى دين الله، فمشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب عم النبي ﷺ فقالوا: "إن ابن أخيك قد سبَّ آلهتنا، وعاب ديننا، وسفّه أحلامنا، وضلّل آباءنا؛ فإما أن تكفّه عنا، وإما أن تخلِّي بيننا وبينه، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه، فنكفيكه" ... ولكن النبي ﷺ مضى على ما هو عليه: يُظهِرُ دين الله، ويدعو إليه (٣). ومشى أشراف قريش إلى أبي طالب مرة أخرى، فقالوا: "يا أبا طالب! إن لك سنًا وشرفًا ومنزلة فينا، وإنا استنهيناك في ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا: من شَتْمِ آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفّه عنا أو ننازله وإياك (٤) في ذلك، حتى يهلك أحد الفريقين"، فعظم على أبي طالب فراق قومه

(١) سيرة ابن هشام ١/ ١٠٤ - ٢٠٥. (٢) سيرة ابن هشام ١/ ٢١٤. (٣) سيرة ابن هشام ١/ ٢٧٦ - ٢٧٧. (٤) ننازله وإياك: أي نحاربكما. تقول: تنازل القوم، أي تحاربوا.

1 / 146