بين العقيدة والقيادة
بين العقيدة والقيادة
Penerbit
دار القلم - دمشق
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Lokasi Penerbit
الدار الشامية - بيروت
Genre-genre
قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ٢١٢﴾ [البقرة ٢: ٢١٢]، وقال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن﴾ [الطلاق ٦٥: ٢ - ٣]، وقال تعالى: ﴿فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الأنفال ٨: ٢٦]، وقال تعالى: ﴿*وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ [هود ١١: ٦].
والمؤمن الحق لا يخشى قوات العدو الضاربة، فما انتصر المسلمون
في أيام الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام وفي أيام الفتح
الإسلامي العظيم بعُدة أو عدد، بل كان انتصارهم بالإسلام. قال
تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ
غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة ٢: ٢٤٩]،
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ
عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ
كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ٦٥ الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ
ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ
أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال ٨: ٦٥ - ٦٦].
والمؤمن حقًا لا يقر بانتصار أحد عليه ما دام في حماية عقيدته، فهو لا يستسلم أبدًا ولا يفكر بالاستسلام لأنه يؤمن بأن انتصار العدو عليه قد يدوم ساعة ولكنه لا يدوم إلى قيام الساعة، قال تعالى: ﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران ٣: ١٤٠].
والمؤمن حقًا لا يستسلم بعد هزيمته، لأنه يعلم بأن بعد العسر
1 / 127