ذهب زربة إلى منطقة الجعاشن في محافظة إب حيث مزارع القات الكثيرة؛ للعمل هناك في بناء بيت لأحد مزارعي القات. وجد نظام العمل هناك يختلف عن نظام العمل في منطقة الحجرية، فالعمل يبدأ الساعة السادسة صباحا، والقات على نفقة العامل، عرف كثيرا عن المحافظة الخصبة فقد كانت تزود اليمن بالذرة والدخن، أما اليوم فنصف أرضها الخصبة مزروعة بالقات.
حزن كغيره من الناس على ضحايا الصراع السياسي في البلاد حين سمع عن التفجير الانتحاري، أثناء أداء العرض العسكري في ميدان السبعين في صنعاء يوم الثاني والعشرين من مايو (2012م) والذي راح ضحيته مائة قتيل، كان يقف حينها على جدار مرتفع أثناء البناء، وكاد يهوي إلى الأرض وهو قابض على حجرة فقذف بها وكادت أن تصيب أحد العمال. لم يستمر كثيرا في الجعاشن وعاد إلى القرية، فهو لم يعد قادرا على حمل الأحجار الثقيلة؛ بسبب فتور ساعديه. بقي يتنقل أسبوعيا بين صنعاء والقرية على سيارة أحمد جابر من قرية نجاد، والذي يعمل مراسلا بين القرية وصنعاء، يحمل هدايا القرى: سمن، حقين، حبوب الدخن، لحوح ... للأهالي في المدينة، ويعود محملا بهدايا المدينة. وظل يعمل مساعدا لأحمد.
ذات يوم وهم بالقرب من مدينة ذمار أخذ الركاب يتحدثون عن مصير السلفيين، الذين كانوا في دماج بعد أن هجرهم الحوثيون من منازلهم. قال أحدهم: لماذا لا تحميهم الدولة؟ وكيف يخرجونهم وقد أصبحوا من سكان المدينة؟ - يا أخي، لماذا يدرسون هناك ولا يدرسون في الجامعات الحكومية؟ - هم يريدون دراسة علوم الدين فقط. - يا أخي، جامعة الإيمان تدرس كل العلوم الدينية، الدراسة فيها مجانا: أكل، شرب، وسكن. ما عاد بقي إلا يزوجوهم.
ضحك زربة والمسافرين، ثم أخرج أحد المسافرين تليفونه، وأراهم مشهد تفجير مسجد السلفيين في كتاف، وسمعوا هتاف الصرخة بعد تفجير المسجد مباشرة «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، النصر للإسلام».
استمر زربة في العمل مساعدا لأحمد جابر لنقل المسافرين ليكسب لقمة عيشه، كان يستمع لحديث المسافرين وهم يتحدثون عن تقدم القوات الحوثية نحو مدينة عمران وتصريح الرئيس عبد ربه أن «عمران خط أحمر»، فأيقن زربة أن الحوثيين بقواتهم البسيطة ستنكسر شوكتهم في عمران. حصرت عمران لمدة شهرين وتفاجأ الناس بمقتل حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع وهو مرابط داخل المعسكر الواقع في المدينة، بعد حصاره لمدة شهرين. تساءل زربة: لماذا لم ينجده الجيش؟ أمر لم يفهمه الكثيرون.
3
قبل أسبوع من دخول الحوثيين صنعاء، كان زربة متوجها إلى سوق القات في باب شعوب، اندهش حين سمع امرأة محجبة سمينة، تمشي بتثاقل وتقول: كيف حالك يا زربة؟ أين أنت غائب؟
التفت إليها فلم يعرفها. - ما عرفتنيش
3
أنا نادية، يعووو
अज्ञात पृष्ठ