53
لي أفكار ما نش داري
54
من أين تجي لي. أضنني صدقت الاشتراكيين.
ذات مساء جلس مدهش يتحدث بإسهاب مع زربة عن السياسة واغتيال الحمدي، وكان يظن أن زربة يستمع إليه، لكن زربة كان في عالم القات. يرى نفسه قد تزوج امرأة صنعانية، والناس حوله تزفه وهو يجلس على كرسي في الشارع يحمل على كتفه سيفا ذهبي اللون ويتحزم بجنبية ومسدس، وحين دخل على زوجته بعدته وقد شغفه اللقاء، سمع مدهش يقول: أين عقلك يا زربة!
انتبه زربة إليه وهو يبتسم مما كان يحلم به في يقظته.
17
قتل الرئيس أحمد الغشمي بعد بضعة أشهر من توليه الرئاسة، ثم ترأس بعده علي عبد الله صالح فارتفعت الأجرة اليومية لعامل البناء إلى عشرين ريالا وشعر البعض أن الاستقرار السياسي قادم. لكن ما حدث هو العكس؛ ففي منتصف ليلة الخامس عشر من أكتوبر (1978م)، سمع زربة وهو في دكانه طلقات نارية كثيفة في بعض أحياء صنعاء، استمرت حتى آخر الليل، عرف أن تلك الاشتباكات من أجل السلطة وفي مساء اليوم الثاني عرف أن انقلابا وقف وراءه التنظيم الناصري وأعدم قادته فيما بعد.
استمر زربة يعمل في صنعاء، فحركة التطور العمراني والنشاط التجاري فيها كانت نشيطة، وتهافت الكثيرون من سكان الأرياف إليها، فتوسعت المدينة بشكل غير متوقع، على الرغم من عودة نشاط الجبهة الوطنية إلى ما كانت عليه قبل فترة رئاسة إبراهيم الحمدي. ذات يوم قابل محمد مدهش زربة وكان غاضبا، بعد ارتفاع سعر قارورة الخمر إلى أربعة أضعاف عن سعرها السابق، فراح يشتم الإخوان المسلمين في اليمن، بعد أن شددوا على تداول الخمر. جلس يحدث زربة عن حرب محتملة بين شمال الوطن وجنوبه. قال: النظام السياسي في الجنوب يستعد للحرب ضد النظام هنا؛ لمساعدتنا في التسريع بإسقاطه.
اشتعلت الحرب بعد ذلك في الثالث والعشرين من فبراير (1979م) وتكبد جيش الشمال هزيمة كبرى، وازداد نشاط الجبهة الوطنية فتدخلت القبيلة ودعت إلى الجهاد واشتركوا في الحرب ضد الجبهة. في تلك الفترة والحرب مشتعلة في المناطق الوسطى من البلاد، لم يعد زربة يشاهد محمد مدهش، اختفى فاعتقد أن الأمن قبض عليه بذريعة مكافحة عناصر الجبهة وجواسيسها، حتى إن الأمن قبض على قاسم عم زربة في صنعاء، حين شكوا به عند جلوسه يتبول ليلا بجوار سجن الرادع في التحرير ، فذهب زربة إلى قسم شرطة جمال جميل وأخرج عمه بكفالة تاجر معروف ...
अज्ञात पृष्ठ