رد عليه الوطواط: الرئيس السابق والحوثيون ما شوافقوش
53
عليها حتى بعد عشرين سنة من الحرب. مندوب الأمم المتحدة جمال بن عمر جاء يعمل فتنة وسرح بلاده.
لم تتوقف صفية عن الدعاء إلى الله ليعيد الله منير إليها سالما. ذات مساء حلبت بقرتها وأخذت منه لزربة كعادتها فهي ترى جسده يضعف أمامها، بعد خلع أضراسه. صعدت إلى سطح الدار حيث زربة وأولادهما يشاهدون القمر. جلست معهم وهم يتحدثون حول الحرب. شاركتهم حديثهم وقالت: السعودية تحاربنا ونحن ما عملناش لها حاجة، الله رزقهم وهم يلعبوا بالفلوس. - يا صفية، الملك سلمان يقول: السعودية تحارب مع المظلومين. ورجع الشرق غرب والغرب شرق في أمة آخر الزمان.
توقف المطر فيبس الزرع وقد بدت سنابله بالظهور. لم يتأسف الفلاحون كثيرا على ضياع محصولهم من الدخن والذرة، فقد عوضتهم المساعدات الخارجية من القمح والأرز والدقيق والسمن ... حين علمت صفية بمقتل تامر ابن عبده غالب الهندي، وهو يحارب مع المقاومة في جبهة مأرب التي بدأت هناك، أخذت تبكي على ابنها منير، فضيقت الخناق على زربة؛ ليعيد ابنها. خضع زربة لأمرها ووعدها أنه سيذهب إلى تعز ولن يعود إلا بمنير وسيحصد مع إخوته ما تبقى من الزرع أعلافا للبقرة.
12
سافر زربة بسيارة أحمد جابر مجانا وهو متوجها إلى صنعاء، نزل زربة في منطقة الدمنة، واستقل سيارة أخرى خاصة بارعة في صعود الطرق الجبلية الوعرة بعشرة أضعاف الأجرة للوصول إلى وسط المدينة عما سبق. أقلتهم السيارة عبر مديرية سامع وجبل صبر المنفذ الوحيد المتبقي لمدينة تعز. تلك الطريق التي كان ينقل عبرها المواد الغذائية والدواء بالحمير إلى المدينة عند بداية الحصار. استغرقت الرحلة سبع ساعات التي كانت من قبل تستغرق ساعة واحدة من القرية إلى تعز، وكما حدث مثل هذا الشقاء لصنعاء بعد ذلك حين قطعت طريق صنعاء-مأرب وكان الوصول إلى مأرب عبر مديرة البيضاء.
شاهد المدينة شبه خاوية وهو يتجه إلى بيت عمه ثابت عمر، وجد عمه بصحة جيدة بعد أن عمل عملية البروستات، يؤيد الحوثيين ليس حبا فيهم، بل لكراهيته للسعودية على الرغم من أن ابنه عبد الحافظ فقد ولده الوحيد جراء القصف الحوثي على المدينة. رأى زربة قصف طائرات التحالف وهي تقصف على مواقع الحوثيين، الذين بدورهم يقومون بقصف مواقع المقاومة في تعز، فهم يرونهم عملاء مع التحالف. استمع زربة كثيرا إلى الخلاف الدائر بين عمه المؤيد للحوثيين وأكبر أولاده عثمان الذي يرى أن الحوثيين غزاة. ذات يوم انضمت زوجة عمه سارة مع ابنها في الرأي فشتمهما ثابت وذهب إلى غرفته يشكو خروج زوجته وابنه عن طاعته. كثيرا ما كان ثابت يجلس بجوار بيته الواقع على الشارع الذي تمر فيه المقاومة، وحين كان قاداتهم يمرون يشتمهم ويصفهم بعملاء «الملك سلمان»، فكانوا يضحكون من كلامه فهم يعرفون أن أولاده من مؤيدي المقاومة.
سأل زربة جنود المقاومة التابعين للإصلاح عن ابنه منير الذين أخبروه أن يبحث عنه في فرقة أبو العباس في المدينة القديمة. ذهب إلى هناك فرحبوا به حين عرفوا أن له صلة بسعيد السلفي، وراحوا يبحثون في كشوفات الشهداء فوجدوا اسم منير محمد صالح العريقي بينهم، وتأكد من مقتله حين شاهد صورته وهو بلحية مبعثرة على خديه . جلس في مكانه منكسا رأسه نحو الأرض، حتى لا يشاهدوه وهو يبكي وهم يقولون له: ابنك شهيد، بطل. قاوم المعتدين الروافض. ابنك الآن مع حور العين.
أخذوا يصفون له شجاعته في المعركة ضد الحوثيين وعملائهم في حوض الأشراف الجحملية وجبل صبر، وأنهم سيدفعون له قريبا مبلغا كبيرا من المال تعويضا عن فقد ابنه. عاد باكيا إلى بيت عمه يفكر كيف يخبر صفية بموت ابنهما. حدث نفسه: «راح ابني أضحية للحكام، كيف يكون ابني شهيدا وهو يقاتل أخاه المسلم، وهل الله يطلب من الناس أن يقاتلوا من أجله، وينصروه وهو الناصر والقادر على كل شيء، وما معنى القتال في سبيل الله وكيف؟!» أسئلة كثيرة دارت في رأسه حول الشهادة في سبيل الله. وصل بيت عمه باكيا وأخبره بمقتل ابنه منير، فقال عمه غاضبا: ما عليه يقاتل الحوثيين، لو هو رجل يروح
अज्ञात पृष्ठ