وهل أفسد الناس إلا الملو ... ك وأحبار سوء ورهبانها وكذلك هذه الرواية وأشباهها عند الزهري مما يحببه عند الطلبة العثمانيين الذين يعجبهم تصغير شأن علي، وتعظيم من تقدمه أو عارضه، فهو بذلك يستميلهم ليتخذوه إماما.
وكذلك الطلبة البكريون، فقد صار إمامهم في الحديث!
ومثل ما في الرواية من تصغير شأن علي عليه السلام ما فيها من تعظيم شأن عمر، فإن ذلك يقرب الراوي عند ملوك الأموية وأمرائها ويحببه إلى العثمانية والبكرية، وذلك من أعظم الفتن على من غلب عليه حب الشرف والمال.
فالزهري متهم بهذه الفتنة. نسأل الله السلامة.
وفيها غرض هام -أيضا- بالنسبة إلى التعصب المذهبي، وهو تقرير صحة حديث: ((لا نورث ما تركنا صدقة)) بإخراجه عن علي والعباس وأبي بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، كما زاد إخراجه عن عائشة وأبي هريرة، فصور الحديث بصورة المتواتر في عهد الصحابة، ليصحح بذلك منع بنت الرسول ميراثها من أبيها، حرصا على حماية جانب المانع لها، وتبرئة ساحته من الظلم ومخالفة الشرع في إثبات ميراث البنت من أبيها في شأن فاطمة سيدة نساء العالمين، دون نساء العالمين.
पृष्ठ 22