وهو يحارب الزواج من اثنتين ويدعو إلى تعليم المرأة، وفي ذلك يقول: «نحن في حاجة إلى تعليم أبنائنا وبناتنا، بل إن حاجتنا إلى تعليم بناتنا أشد؛ لأن بنت اليوم أم الغد، وحضن الأم في نظر العاقل مدرسة أولية، يتلقى فيها الطفل المواد الأولى لغذاء جسمه وعقله؛ ولأن النساء نصف مجموع الأمة، وهيهات أن ينهض مجموع نصفه أشل.»
وهذه الآراء تتفق مع دعوة قاسم أمين، ومع ذلك لم يتعرض إسماعيل صبري في شعره مرة لقاسم أمين، ولا لدعوته، ولم يرثه عندما مات! وكانت تربطه بسعد زغلول علاقات غامضة! فلم يهاجمه عندما كان وزيرا في وزارة مصطفى فهمي، وداعبه بتجريح بعدما تولى وزارة المعارف في الوزارة، التي أعقبت وزارة مصطفى فهمي.
ولما قامت ثورة 19 بزعامة سعد زغلول كان إسماعيل صبري قد سكت عن نظم الشعر تماما، لا أحد يستطيع أن يعرف على وجه التحديد رأيه في الثورة ولا في الأحداث التي أعقبتها.
وكان صبري يقول: أحب التوحيد في ثلاثة: الله، والمبدأ، والمرأة. وأحب الحرية في ثلاثة: حرية المرأة في ظل زوجها، وحرية الرجل تحت راية الوطن، وحرية الوطن في ظل الله.
وبرغم ترفع إسماعيل صبري عن المهاترات، شارك في هجاء الكاتب الكبير محمد المويلحي، بعدما صفعه أحد الأعيان على وجهه عام 1902، وكان ينشر قصائده الهجائية باسم مستعار، وكانت جريدة المؤيد تنشر قصائد الشعراء ضد المويلحي؛ بدافع الخصومة القائمة بين صاحبها علي يوسف ومحمد المويلحي صاحب جريدة «مصباح الشرق».
وتتجلى العذوبة في الأشعار العاطفية التي نظمها صبري، يقول:
أترى أنت خاذلي ساعة التوديع
يا قلب في غد أم نصيري
ويك! قل لي: متى أراك بجنبي
راضيا عن مكانك المهجور؟!
अज्ञात पृष्ठ