وتطرق الحديث إلى الخيام، وهل هو فيلسوف؟!
وقلت إن الفيلسوف يحب أن يكون صاحب مذهب، والخيام صاحب خواطر وأفكار وانفعالات، فهو شاعر وليس فيلسوفا، ولقد تأثر بأبي نواس وبأبي العلاء المعري.
وقيل إن تأثره بأبي العلاء كان أكثر من تأثره بأبي نواس، وأبو العلاء كان فيلسوفا.
وقلت إن أبا العلاء لم يكن فيلسوفا لكن كان شاعرا، وما تصورناه فلسفة ليس إلا تفكيرا وتأملا، ولا يمكن أن نعد زهده في الحياة وعزوفه عنها مذهبا فلسفيا، وإنما هو نظام ربط نفسه به ولم يدع أحدا إلى انتهاجه.
وفي أثناء ذلك دخل الأستاذ الشيخ الباقوري، وقال: عم تتساءلون؟
قلنا: عن النبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون.
وقال: أي نبأ وأي خلاف؟!
قلنا: نبأ الخيام، وهل هو ملحد؟ أو هو مذنب؟
وقال الأستاذ الباقوري: إن الخطيئة طبيعة في الإنسان، وعلى الإنسان ألا يجاهر بها، والله يغفر الذنوب لمن يشاء، وروى هذا الحديث الشريف، وهو: «كل أمتي معافى، إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل المرء بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، إني عملت كذا وكذا. فيبيت يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه.»
وروى الأستاذ الباقوي حديثا قدسيا هذا نصه: «عبادي لا تيئسوا من رحمتي إذا أذنبتم، فوعزتي وجلالي، لئن لم تذنبوا لخلقت خلقا غيركم يذنبون فيستغفرون فأغفر لهم!»
अज्ञात पृष्ठ