ज़ुब्दत तफासीर

फतह अल्लाह काशानी d. 988 AH
41

ثم عطف سبحانه على الإيمان الذي هو أشرف من الأعمال البدنية ، لابتناء صحتها عليه ذكر الصلاة التي هي رأس العبادات البدنية وأفضلها ، فقال : ( ويقيمون الصلاة ) أي : يواظبون عليها لأدائها ، من قولهم : قامت السوق إذا نفقت ، وأقمتها إذا جعلتها نافقة ، فإذا حوفظ عليها كانت كالنافق الذي يرغب فيه ، وإذا أضيعت كانت كالكاسد المرغوب عنه.

أو يتشمرون لأدائها من غير فتور ولا توان ، من قولهم : قام بالأمر وأقامه إذا جد فيه وتجلد. وضده : قعد عن الأمر وتقاعد.

أو يؤدونها ، عبر عن الأداء بالإقامة لاشتمالها على القيام ، كما عبر عنها بالقنوت والركوع والسجود والتسبيح.

أو يعدلون أركانها ويحفظونها من أن يقع زيغ واعوجاج في أفعالها ، من قولهم : أقام العود إذا قومه.

وهذا أظهر من الأولين ، لأنه أشهر ، وإلى الحقيقة أقرب وأفيد ، لتضمنه التنبيه على أن الحقيق بالمدح من راعى حدودها الظاهرة من الفرائض والسنن ، وحقوقها الباطنة من الخشوع والإقبال بقلبه على الله ، لا المصلون الذين هم في صلاتهم ساهون.

والصلاة فعلة من : صلى إذا دعا ، كالزكاة من : زكى ، كتبتا بالواو على لفظ المفخم. وإنما سمي الفعل المخصوص بها لاشتمالها على الدعاء. وقيل : أصل «صلى» حرك الصلوين ، لأن المصلي يفعله في ركوعه وسجوده. وقيل من : صليت العود ، إذا لينته بالنار ، لأن المصلي لأن قلبه وذهب قساوته بها.

ثم عطف على ذلك العبادة المالية التي هي الإنفاق ، للجمع بين العبادات البدنية والمالية ، فقال : ( ومما رزقناهم ينفقون ). الرزق في اللغة : الحظ ، قال الله

पृष्ठ 46