367

تضارر على البناء للفاعل ، أو الفتح على البناء للمفعول. وعلى الوجه الأول يجوز أن يكون بمعنى : تضر ، والباء من صلته ، أي : لا يضر الوالدان بالولد ، فيفرط في تعهده ويقصر فيما ينبغي له. وإضافة الولد إليها وإليه أخرى استعطاف لهما عليه ، وتنبيه على أنه حقيق بأن يتفقا على استصلاحه والإشفاق ، فلا ينبغي أن يضرا به أو يتضارا بسببه.

وخلاصة المعنى : أنه لا تضار والدة زوجها بسبب ولدها ، بأن تطلب منه ما ليس بعدل من النفقة والكسوة ، وأن لا يشغل قلبه بالتفريط في شأن الولد. ولا يضار مولود له امرأته بسبب ولدها ، بأن يمنعها شيئا مما وجب عليه ، أو يأخذه منها وهي تطلب إرضاعه. وكذلك إذا كان مبنيا للمفعول. فهو نهي عن أن يلحق بها الضرار من قبل الزوج ، وعن أن يلحق الضرار بالزوج من قبلها بسبب الولد.

( وعلى الوارث مثل ذلك ) عطف على قوله : ( وعلى المولود له رزقهن ) وما بينهما تفسير للمعروف معترض بين المعطوف والمعطوف عليه. والمراد بالوارث وارث الأب. والمعنى : وعلى وارث المولود له بعد موته مثل ما أوجب عليه من الرزق والكسوة بالمعروف.

( فإن أرادا فصالا ) صادرا ( عن تراض منهما وتشاور ) بينهما قبل الحولين أو بعدهما. والتشاور والمشاورة والمشورة استخراج الرأي ، من : شرت العسل ، إذا استخرجته ( فلا جناح عليهما ) في ذلك ، زادا على الحولين أو نقصا. وهذه توسعة بعد التحديد. وإنما اعتبر تراضيهما مراعاة لصلاح الطفل ، وحذرا أن يقدم أحدهما على ما يضر به لغرض.

( وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم ) أي : تسترضعوا المراضع أولادكم ، يقال : أرضعت المرأة الطفل واسترضعتها إياه ، كقولك : أنجح الله حاجتي واستنجحته إياها ، فحذف المفعول الأول للاستغناء عنه ، كما تقول : استنجحت

पृष्ठ 372