330

فانفلت منهم ، فقدم على النبي صلى الله عليه وآلهوسلم .

وقيل : نزلت في صهيب بن سنان ، أراده المشركون على ترك الإسلام ، وقتلوا نفرا كانوا معه ، فقال لهم : أنا شيخ كبير ، إن كنت معكم أنفعكم ، وإن كنت عليكم لم أضركم ، فخلوني وما أنا عليه وخذوا مالي ، فقبلوا منه ماله ، وأتى المدينة.

وقيل : نزلت في كل مجاهد في سبيل الله.

( والله رؤف بالعباد ) حيث كلفهم الجهاد ، وعرضهم لثواب الشهداء في يوم المعاد.

( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (208) فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم (209) هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور (210))

ثم خاطب أهل النفاق بأن أطيعوا الله باطنا كما أظهروها ، فقال : ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) السلم بالفتح والكسر الاستسلام والطاعة ، ولذلك يطلق في الصلح والإسلام ، فتحه ابن كثير ونافع والكسائي ، وكسره الباقون. و «كافة» اسم للجملة ، لأنها تكف الأجزاء من التفرق ، حال من الضمير أو السلم ، لأنها تؤنث كالحرب. والمعنى : استسلموا لله وأطيعوه جملة ، ظاهرا وباطنا.

وقيل : الخطاب لأهل الكتاب. والمعنى : أدخلوا في الإسلام بكليتكم ، ولا تخلطوا به غيره ، من تعظيم السبت وتحريم الإبل وألبانها ، أو بشرائع الله كلها ، والأنبياء والكتب جميعا. أو الخطاب للمسلمين. والمعنى : لا تخلوا بشيء من

पृष्ठ 335