ज़ुब्दत तफासीर

फतह अल्लाह काशानी d. 988 AH
180

ثم ذكر سبحانه إنعامه عليهم بإنزال كتابه وإرسال رسله إليهم ، وما قابلوه به من تكذيبهم ، فقال : ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) يعني : أعطيناه التوراة جملة واحدة ( وقفينا من بعده بالرسل ) أرسلنا على أثره الرسل ، أي : رسولا بعد رسول ، يتبع الآخر الأول في الدعاء إلى وحدانية الله تعالى ، والقيام بشرائعه على منهاج واحد ، لأن كل من بعثه الله نبيا بعد موسى إلى زمن عيسى عليه السلام كيوشع وأشموئيل وشمعون وداود وسليمان وشعيا وأرميا وعزير وحزقيل وإلياس واليسع ويونس وزكريا ويحيى وغيرهم فإنما بعثه بإقامة التوراة والعمل بما فيها والدعاء إلى ذلك ، كقوله : ( ثم أرسلنا رسلنا تترا ) (1) أي : واحدا بعد واحد. يقال : قفاه إذا أتبعه ، وقفاه به أتبعه إياه من القفا ، نحو : ذنبه من الذنب (2).

( وآتينا عيسى ابن مريم البينات ) المعجزات الواضحات الدالة على نبوته ، كإحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، والإخبار بالمغيبات ، أو الإنجيل الذي هو جامع للآيات الفاصلة بين الحلال والحرام.

وعيسى بالعبرية أيشوع ، بمعنى المبارك. ومريم بمعنى الخادم. وهو بالعربية من رامه يريمه ريما إذا فارقه ، وريم بالرجل إذا قطع به ، على وزن مفعل ، إذ لم يثبت فعيل. وزير في مقابلته ، أي : رجل كثير الزيارة للنساء. قال رؤبة :

قلت لزير لم تصله مريمه

ضليل أهواء الصبا تندمه (3)

पृष्ठ 185