254

हिजरत के इतिहास में विचार का सार

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

शैलियों

इतिहास

دمشق رجلا تاجرا وانتمى الى باب الملك الأشرف في حياة والده وحمى بالشام مويضعات على اسمه وحصل منها مبلغا وحمله اليه فاعجب به وحظى عنده فنقم على ناظر ديوانه فعرفه واستخدمه مكانه ووالده حينئذ مسافر بالشام فاراد النهوض في الخدمة واقامة الحرمة فاشترى من بعض المقطعين حصصا متفرقة بالبلاد وصار كل بلد بيده فيها حصة لطيفة يحتكرها بكمالها ويستأصل عامة مالها وغلالها ويخرج مقطعيها بلا شيء يصل اليهم ويمنعهم من الحديث مع فلاحيهم فاستغاث المقطعون عند عود السلطان من الشام واكثروا في ديوان الملكة الاشرف وناظره الكلام فاغتاظ السلطان لذلك وانكر على ولده وامر الامير حسام الدين بامساك الناظر المذكور ومقابلته على هذه الأمور فامسكه وصادره ونكل به وصرفه عن ديوانه واستخدم له الصاحب فخر الدين بن الخليلي وكان ناظرا على ديوان اخيه في و حياته فباشر عنده بغير هواه فكان هذا من أوكد الأسباب التي غيرت خاطر الأشرف على الأمير حسام الدين ومكنت عداوته له فلما خلص ابن السلعوس من المصادرة توجه في شوال من هذه السنة الى الحجاز فتسلطن الملك الأشرف في ذي القعدة فارسل النجابين في طلبه وحثه على الحضور برسله وكتبه حتى لقد قيل انه كتب اليه بخطه في اثناء كتابه يا شقير يا وجه الخير تعجل بحضورك لتتسلم وزارة الديار المصرية والشامية فساعة وصوله أفاض عليه خلعة الوزارة وقدمت له الدواة والبغلة من غير مهلة فبسط يده ولسانه وقوى جنابه وجنانه واظهر من العظمة والكبرياء والعجب والخيلاء امرا كبيرا ورد في خدمته بعض المماليك السلطانية فكانوا يركبون في خادمته ويقفون اذا جلس في مجلسه وصار يركب في موكب كبير من الجند وأصحاب الدواوين وغيرهم من المتعممين ووسع له السلطان في الجامكية والراتب والقي مقاليد الدولة اليه واحال الأمراء والكبراء في اشغالهم عليه و كان منهم من يقبل يديه اذا عرضت له حاجة لديه الى غير ذلك من أمور تعاطاها واحوال من الكبر والزهو أتاها وكانت سببا لوباله على ما سنذكره من حاله فلله در القائل:

पृष्ठ 276