٣٢٦ - ابن عساكر (١): قرأتُ على أبي محمد السلمي عن عبد الدائم بن حسن أخبرنا عبد الوهاب الكلابي (٢) إجازة حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان حدّثنا زياد بن معاوية بن يزيد (٣) بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان حدثني عبد الرحمن بن الحسام عن رجل مِن أهل حوران يروي (٤) عن رجل آخر قال: اجتمع عشرة مِن بني هاشم فغدوا على النَّبي ﷺ، (فصلَّى النَّبي ﷺ) (٥)، فلمَّا انقضت الصَّلاة التفَتَ إليهم فسلّم عليهم وسلَّموا عليه، ثم قال بعضهم: غدونا يا رسول الله إليك لنذاكرك بعض أمورنا. إنّ الله ﵎ قد خصّك بهذه الرسالة وهذه النبوة فشرّفك بها وشرّفنا بشرفك، فكلُّ شيء مِن أمرك حسنٌ جميلٌ واللهِ محمودٌ، وهذا معاوية بن أبي سفيان قد نخا (٦) علينا بكتابة الوحي، فرأينا أنّ غيره مِن أهل بيتك أولى. فقال: (نعم، انظروا إلى رجل) (٧). فكان الوحي ينزل في كل أربعة أيَّام مِن عند الله تعالى إلى محمد ﷺ فأقام الوحي أربعين ليلة لا ينزل شيء، فلمَّا كان يوم أربعين هبط جبريل بصحيفة بيضاء فيها مكتوب: يا محمد ليس لك أن تغيِّر مَن اختاره الله لكتابة وحيه، فأقِرَّه فإنَّه أمين. فقال رسول الله ﷺ: (أين معاوية؟). فجاء معاوية فأجلسه وأثبَته على ما كان عليه مِن كتابة الوحي (٨).
قال ابن عساكر: هذا حديث منكر، وفيه غير واحد مجهول.
⦗٢٨٨⦘
وقال في (الميزان) (٩): بل هو ممَّا يُقطع ببطلانه، فوالله إنّي لأخشى أن يكون الذي افتراه مدخول الإيمان.
(١) تاريخ دمشق (٣٤/ ٣٠٤ - ٣٠٥) ترجمة عبد الرحمن بن الحسام.
(٢) في (د) و(م): (الكلائي).
(٣) في تاريخ دمشق ولسان الميزان (٥/ ٩٥) زيادة: (ابن عمر).
(٤) في تاريخ دمشق: (مرّي)، وفي السير (٣/ ١٢٩): (عن مزي الحوراني)، وفي اللسان: (مرّ بي).
(٥) ما بين قوسين سقط من (د) و(ف) و(م).
(٦) في (د) و(ف) و(م): (نحا). ونَخَا: أي افتخر وتعظَّم. تاج العروس (٤٠/ ٥١).
(٧) في تاريخ دمشق ولسان الميزان (٥/ ٩٥): (في رجل).
(٨) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (٢/ ١٩) رقم ٤٠.
(٩) القائل إنَّما هو الحافظ ابن حجر في اللسان (٥/ ٩٥) ترجمة عبد الرحمن بن الحسام.