============================================================
ومن أسماء القدر "الكتاب" و"المنية" و"الزوء". فأما الكتاب فقد مضى فسيره. وتقول العرب: منى لك الماني، أي قدر لك المقدر. وقال الشاعر(1): [الوافر] منق لك أن تلاقيني المنايا أحاد أحاد في شهر حلال(2) منت لك، أي قدرت لك.
وأما الزوء فإنه يقال في تصريفه: زاء، يزوء، زوءا، كما يقال: قال، يقول، قولا . وقال عنترة: [الوافر] ومن زوء الحوادث يوم جرم على ريب ويوم بني عدي قال أصحاب اللغة: الزوء: القدر اللازم. وأنشد: [الطويل] وما زال زوء الدهر حتى رأيتنا على سفن وسط الفرات بنا تجري(4) قال: وإنما سمي "زوءا" لأنه يزوي(5) الشيء، أي يذهب به. ويقال للسفينتين المقرونتين "الزوء". ويقال : زاء به الذهر، أي انقلب عليه، يزوء به .
و في القدر معنى آخر. قال الله عز وجل (وما قدروا الله حق قدره [الأنعام: 91]، أي ما عظموه حق عظمته. ويقال: فلان عظيم القدر والجاه عند السلطان(6). ويقال: قدر عليه رزقه، بالتخفيف، أي ضيق عليه. قال الله عز وجل (إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه) [الفجر: 16]. فمن خفف، فالفاعل من "قادر " ، والقادر : المضيق في هذا المعنى. والقادر: الغالب على كل شيء. والقدير بمعنى القادر. قال الله عز وجل قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) [الأنعام: 65]. قال بعض أهل التفسير: أي يضيق عليكم. ويقال: قدر عليه، (1) في م وأخواتها زيادة هنا : عمرو ذا الكعب وديوان الهندس.
(2) أبو عبيدة: مجاز القرآن 115/1، المقتضب للمبرد 381/3، الزاهر 156/2. وفي شرح أشعار الهذليين للسكري ص 570 نسب البيت لعمرو ذي الكلب الهذلي: في الشهر الحلال.
(3) ديوان عنترة ص 94.
(4) لأعرابي في معجم البلدان لياقوت 404/4 : وما زال صرف الدهر حتى رأيتني .
(5) في م : يزوء.
(6) عند السلطان : زيادة من هامش ب.
261
पृष्ठ 264