246

============================================================

وعظمته، ولم يقدروا على بلوغ صفته، واعترفوا بالعجز، تذللوا بالخضوعا فقالوا: يا ذا الجلال والعظمة.

والعلي من العلو. قال أهل اللغة في معنى قولهم "تبارك وتعالى" : تبارك: اتفاعل" من البركة، وتعالى من العلو(1) . قال: ويجوز في صفته "متعال" ، ولا يجوز "متبارك". قالوا: ولم نسمع ذلك في صفاته، وننتهي فيها إلى حيث انتهى ، ولا يجوز لنا أن ننطق فيها إلا بما جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله وعن الأئمة. و"المتبارك" : "المتفاعل" من البركة . وأنشد: [الطويل] الى الجذع جذع النخلة المتبارك و أصله من النماء والزيادة. وحكى أبو بكر القاري(3) أن أعرابيا أخرج(4) لآخر سويقا، فقال: خذ من قبل أن يتبارك. يريد قبل أن يزبد(5) ويغلظ.

قال الحكيم: قلنا: تبارك، لأنه خلق الخلق كله، وبارك فيه، وقدر لكل قوته، ولم يبخس شيئا حظه . فمنه ظهرت البركة. وقلنا: تعالى لأنا رفعناه عن خلقه، وقلنا في صفاته على خلاف صفات المخلوقين . فتعالى عن أن يناله أحد بكيفية فيصفه بها، واتضع الخلق كله، ولم يمتنع من الصفات، فقيل: تعالى الله عن صفات المخلوقين. فلزم المخلوق اسم الصفة، ولزم الخالق اسم العلو والربوبية، تبارك الله وتعالى وجل عن الصفات، وهو الجليل عنها.ا العلي: قال أبو عبيدة في قوله سبحانه وتعالى) [الروم: 40]، قال: مجازه علا عن ذلك(6). وأما قولهم في الدعاء: تعالى جدك، فقال(7) بعض أهل (1) غريب الحديث لابن قتيبة 169/1 .

(2) غريب الحديث لابن قتيبة 169/1 .

(3) نرجح أنه أبو بكر الحسن بن علي بن العلاف، الشاعر الراوية المقرئ، البغدادي المتوفى سنة 318. انظر عن أخباره وترجمته : سعيد الغانمي : شعر ابن العلاف، مجلة البلاغ، العدد 1 و2، بغداد، 1977 . ولم أجد النص في الزاهر لابي بكر ابن الأنباري .

(4) في م وأخواتها: جزع.

(5) في ب : يريد، وفي م وأخواتها والمطبوع: يربو. والسويق: ما يتخذ من الحنطة والشعير.

والمقصود قبل أن يتخمر.

(6) أبو عبيدة: مجاز القرآن 123/2.

(7) في الأصول: قال. ولا بد من الفاء في جواب أما .

पृष्ठ 243