232

============================================================

سبحانه ثم سبحانا نعوذ به وقبلنا سبح الجودي والجمد(1) فهذا مذهب إعراب "سبحان" في نصبها . وقال بعضهم : يجوز على النداء "يا سبحان الله"، ويجوز على أنه موصوف. قال: والتفسير الأول أعجب إلي في نصبها. فأما تأويلها في المعنى فإنه البراءة والتنزيه. وإذا قال [القائل](2): سبحان اله، فإنما هو في مذهب الكلام: براءة لله وتنزيه(3) وتبعيد من التكذيب به، أو أن يكون له ولد وزوجة، ونحو ذلك مما ينفى عن الله عز وجل. قال: وفي التسبيح أيضا وجوه(4) سوى هذا، منها الصلاة النافلة، ومنها الاستثناء، وهو أغرب حرف فيه، ومنها النور(5). فأما الصلاة فقوله (فلولا أنه كان من المسبحين) [الصافات: 143]، قال سعيد بن جبير: من المصلين(3) . قال أبو عبيد: وهو مستفيض في ال الحديث أن السبحة هي النافلة، ومنه حديث ابن عمر أنه كان يصلي سبحته في موضعه الذي يصلي فيه المكتوبة(7)، وحديث عائشة في سبحة الضحى أنها كانت تصليها بسبحتها، وتقول: لو تيسرت لي ما تركتها(8). قال: ومثله كثير في الحديث. فأما الاستثناء فقول الله تعالى (قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا سبحون) [القلم: 28]. روي أن تأويله: لولا تستثنون، وهي لغة بعض أهل.

اليمن. وليس للكلام وجه غيره، لأنه قال قبل هذا (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون) [القلم: 17-18]، ثم قال قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون)، فأذكرهم تركهم الاستثناء.

وأما سبحة النور فهو نور الله تبارك وتعالى. قالوا: لولا ذلك لأحرقت (1) المقتضب 217/3، الزاهر 145/1، وديوان أمية بن أبي الصلت ص 318، وينسب لغيره أيضا.

(2) زيادة منا لم ترد في الأصول.

(3) غريب الحديث لأبي عبيد 7/3.

(4) في ب : وجه، رفي م: آوجه . وسيستخرج المؤلف منه وجوها أخرى .

(5) في ب هنا زيادة: النون بالراء.

(6) غريب الحديث لأبي عبيد 338/3 .

(7) غريب الحديث لأبي عبيد 338/3 .

(8) في م وأخواتها والمطبوع: لو نشر لي أبي ما تركتها .

226

पृष्ठ 229