228

============================================================

الهم اجبر فلانا، يريد: اللهم أنعشه، يدعى له إذا كان مضرورا. ويقال: جبر العظم(1)، فهو جابر. والجبار: "الفعال"، كما تقول: غفار، وغافر. ولم أسمع في الدعاء: يا جابر(1) بلا إضافة. وسمعت: يا جابر كل كسير، ويا مسهل كل عسير، كأنه يشبه المضرور بالكسير، لما وصف المنعش والكافي.

وسمعت من يقول: الجبار من الإجبار، أي أنه أجبر الخلائق على ما أراد من حكمه، فلم يقدر أحد أن يخالف مشيئته، أو يفوت قضاءه، بل أجبرهم على ذلك.

وفي دعاء علي عليه السلام، رواه ابن قتيبة : "اللهم بارئ المسموكات، وجبار القلوب على فطراتها، شقيها وسعيدها"(3) . قال ابن قتيبة: "جبار القلوب" من قولك: جبرت العظم، فجبر، إذا كان مكسورا، فلأمته وأقمته، كأنه أقام القلوب، لا وأثبتها على ما فطرها عليه من المعرفة به، والإقرار له. قال: ولم أجعل جبارا من أجبرت" فلانا على الأمر، إذا أكرهته عليه، لأنه لا يقال "فعال" من "أفعل"، إلا أن بعض القراء قرأ (اهدنا سبيل الرشاد)، مشددة، "فعال" من "أرشد". قال: وأما قوله (وما أنت عليهم بجبار، أي ما أنت عليهم بملك مسلط تسليط الملوك.

و إن كان يجوز أن يقال: جبار، من "أجبرته" على الأمر، فأنا جبار له، فقد يجوز أن يقال: جبار القلوب من ذلك، وهو أحسن في المعنى(4) . وهذا تقوية لقول المجبرة.

ويقال في الدعاء: يا ذا الجبروت. قال ثعلب: جبروت على وزن "فعلوت"، وهو من التجبر والتكبر. قال ويقال: قوم فيهم جبرية، بفتح الباء: أي كبر، وقوم جبرية: وهم خلاف القدرية(5)، بتخفيف الباء.

ف سمى نفسه عز وجل "جبارا" لأنه ارتفع عن أن يتناوله أحد، أو يدركه أحد (1) هكذا في م وأخواتها، وفي ب: جبر الخلق.

(2) من والجبار إلى هنا سقطت من ه.

(3) ينظر : المعيار والموازنة للإسكافي ص 272، غريب الحديث لابن قتيبة 143/2 ، تحفة القلوب وفرجة المكروب للحامدي ص 54، مفردات الراغب الأصفهاني 113/1، التذكرة الحمدونية 241/6، الفائق للزمخشري 415/1، شرح نهج البلاغة 110/6.

(4) نص ابن قتيبة في غريب الحديث 145/2.

(5) ثعلب: الفصيح ص 291، واشتقاق أسماء الله للزجاجي ص 240 .

पृष्ठ 225