============================================================
وهو شاذ، وأراه مولدا لا حجة فيه .
وقيل لله "رحيم"، لأنه رق بالرحمة، فكشف الضر، فلرقته وتعطفه قيل ل ه رحيم". ومنه قول المفسرين: إن أحد الاسمين أرق من الآخر.
وفي الحديث: "رحمن بأهل الدنيا، برهم وفاجرهم، رحيم بمن قال: لا إله الا الله" . يعني أنه يملك الرحمة لأهل الدنيا، البر منهم والفاجر، ولو شاء تعطف عليهم أجمعين. وهو لا يرق بالرحمة إلا للموحدين، إذا قالوا: لا إله إلا الله، رق لهم بالرحمة، وتعطف عليهم بالمغفرة الجمة(1). قال: وفي وجه آخر يعني أن اله عز وجل فطر جميع الخلائق في الدنيا على معرفته، ودعاهم إلى توحيده رحمة منه بهم، وتعطفا عليهم، فهو رحمن بأهل الدنيا، البر منهم والفاجر. وقال اله عز وجل (ورحمتي وسعت كل شيء [الأعراف: 156]، يعني في أول الفطرة، حين فطرهم على معرفته، والإقرار به . وقال {ولئن سألتهم من خلقهم يقولن الله) [الزخرف: 87]، [وقال] {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن) [الزخرف: 9] الله. ثم دعاهم إلى توحيده، فأطاع من أطاع، فوحده وأخلص العبادة له، فرضي عنه، وغفر له، وكتب له الرحمة، وتعطف عليه، فهو رحيم به . وعصى من عصى، فأشرك به في عبادته غيره، فغضب عليه، وعذبه.
فكانت الرحمة سابقة منه في الفطرة، حيث يقول فطرة الله التي فطر الناس عليها [الروم: 30] . وذلك قوله "سبقت رحمتي غضبي"(2)، لأن رحمته سبقت منه في أول الفطرة على البر والفاجر، فهو رحمن بهم . وغضب على من عصى وأشرك به، بعد أن كان فطرهم على معرفته(3) رحمة منه ببرهم وفاجرهم. وذلك قوله (ورحمتي وسعث كل شيء، يعني في أول الفطرة، (فسأكتبها للذين يتقون [الأعراف: 156]، يعني من اتقاه، فثبت على توحيده والإيمان به ، فغفر له ذنوبه رحمة منه به ، وتعطفا عليه. وذلك قوله إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [النساء: 48]، وقال جل ثناؤه يا عبادي الذين (1) الجمة : زيادة من ب.
(2) صحيح مسلم 95/8، صحيح البخاري (3194) .
(3) في ب: على معرفتهم.
पृष्ठ 181