============================================================
وسمعت المبرد يقول(1): يا الله اغفر لي، ويقول: اللهم اغفر لي، فيجعل الميم عوضا من الياء.
قال أبو العباس ثعلب: أخبرني سلمة(2) عن الفراء أنه قال: هذا خطأ. قلت: ولم؟ قال : لأنه قد يأتي مع الياء ميم. فلو كانت عوضا من الياء لما جمعوا بينهما . وأنشد أبو المكارم الشعر المتقدم: "وما عليك أن تقولي كلما". فالميم معا الياء لا تكون عوضا . قال أبو العباس: أراد بإدخال الميم: "يا اللهم أمنا بخير" ، أي اقصدنا به، ثم نزع الهمزة من "أم"، وأدغم الميم في الميم(3) .
قال: ولم نجد العرب زادت هذه الميم في نواقص الأسماء إلا مخففة، مثل الفم" ومثل "ابنم" و"هم"(4)، وهي في "اللهم" مستثقلة(5).
قال قوم: هذه الميم علامة الجمع، كقولك في الواحد "عليه" ، وفي الجمع اعليهم"، و"إليه" و"إليهم"، كأنك قلت: الله الذي له الأسماء الحسنى. فهذه الميم علامة جميع الأسماء. وإنما نصبت كما نصبت "نون الجمع" في قولك مسلمون" و"مؤمنون" و"صالحون". فالثون فيه نصبت، وهي علامة الجمع من أسماء المخلوقين. وهذا معنى قول الحسن البصري، قال: "اللهم" مجمع الأسماء(2)، ومعنى قول أبي رجاء العطاردي(7)، قال: هذه الميم في قولك (1) في هذه الإشارة نقل سماعي مباشر من المبرد. وفي المقتضب 242/4 يقول المبرد إن الشاعر قد يضطر إلى إدخال (يا) على (اللهم)، كما في قوله : اني إذا ما حدث ألما دعوت يا اللهم يا اللهما فاعتبر إدخال ياء النداء ضرورة، وليست قاعدة.
(2) سلمة بن عاصم، أحد نحاة الكوفيين، روى عن الفراء كتبه، وروى عنه نعلب، انظر: الفهرست ص 93، نزهة الألباء ص 117، نور القبس ص 321، إنباه الرواة 56/2 .
(3) المقطع من (ومما يوضح لك المعنى) سقط من ب.
(4) الفراء: معاني القرآن 203/1.
(5) في م : مثقلة.
(6) هكذا في ب، وفي م وه: مجمع الدعاء، وسقطت من س وفى.
(7) أبو رجاء العطاردي، عمران بن ملحان، توفي بعد سنة 107 ه، ترجمته في التاريخ الكبير لبخاري 410/6، قبول الأخبار للبلخي 103/2، سير أعلام النبلاء 67/4 .
पृष्ठ 175